واشنطن : في عيد الفصح: حرية التعبير للعالم.. وتُعدم في الداخل!

مصر 60  :

بقلم : نبيل أبوالياسين

في الوقت الذي تُرفع فيه شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان كبندقية مشحونة على صدور الدول الأخرى…بينما تتكشف المفارقة الصارخة داخل عقر دار “الحرية” نفسها!، بينما يحتفل العالم بعيد الفصح، رمز التحرر والتجديد، تشهد أمريكا مظاهرات عارمة ضد سياسات ترامب القمعية، ومن قمع المتظاهرين المناهضين للحرب في غزة، إلى إلغاء تأشيرات الطلاب الدوليين بشكل تعسفي، فهل تُحرق أمريكا شمعة الحرية للعالم.. بينما تغرق هي في ظلام الاستبداد؟.

•حرية التعبير أم حرية الانتقام؟ متظاهرون ضد ترامب يواجهون القمع!

في مشهدٍ يُعيد إلى الأذهان أسوأ ممارسات القمع السياسي، تجمّع الآلاف في شوارع أمريكا رافعين لافتات تدين الحرب على غزة وترحيل المهاجرين، ليواجهوا تهديدات مباشرة من إدارة تُنكر حقهم الأساسي في الاحتجاج، فكيف يُدافع ترامب عن ‘الديمقراطية’ في الخارج بينما يدوسها بأقدامه في الداخل؟.

•تأشيرة الدراسة.. تذكرة ترحيل! الطلاب الدوليون ضحايا جنون العظمة الأبيض

تحولت أحلام مئات الآلاف من الطلاب إلى كابوس بعد إبلاغهم عبر البريد بإلغاء تأشيراتهم وإجبارهم على المغادرة!، وإدارة ترامب تستهدف الأكاديميين كـ”تهديد أمني” بينما تُغذي سياساتها العنصرية خوف البيض من فقدان الهيمنة.

•لا تبدو سياسات ترامب مجرد إجراءات أمنية عابرة، بل استمرارًا لمنطق عنصري تمتد جذوره إلى خطاباته السابقة

ففي 2018، صرح ترامب بأن المهاجرين “يغزون أمريكا” و”يشوهون نقاءها”، وفقًا لتقارير صحفية، واليوم، تتحول هذه الخطابات إلى ممارسات عبر إلغاء تأشيرات 15% من الطلاب الأجانب (إحصاءات مركز بيو)، وكأن التاريخ يعيد نفسه!، فبينما استخدمت حكومات الخمسينيات الشرطة لتفريق الطلاب السود، تعتمد إدارة ترامب الآن على “أدوات بيروقراطية” (كإلغاء التأشيرات) لتحقيق غايات مشابهة: وإبقاء أمريكا “بيضاء” تحت غطاء القانون، والفارق الوحيد؟، أن العصا تحولت إلى ملفات إلكترونية، والضحايا ما زالوا هم: حلم المساواة.

•هارفارد في مواجهة ترامب: معركة الحرية الأكاديمية vs ديكتاتورية البيانات

تهديد ترامب بسحب اعتماد هارفارد ما لم تُسلم ملفات طلابها يُشبه تكتيكات الأنظمة البوليسية. لكن الجامعة تقف شامخة، مذكرةً أمريكا أن القمع بدأ يأكل أبناءها قبل غيرهم.

•المعايير المزدوجة: أمريكا تُدين قمع الاحتجاجات.. وتُطلق شرطتها على متظاهريها!

بينما تُدين الخارجية الأمريكية قمع المتظاهرين في دول العالم، تقوم شرطة ترامب بتفريق الاحتجاجات المحلية بالعنف، فلماذا تصرخ أمريكا حين يُسحق حقوق الإنسان في مكان آخر.. وتصمت حين يحدث ذلك في واشنطن؟.

•عيد الفصح الأمريكي: دماء الفلسطينيين والطلاب والمهاجرين على مذبح العنصرية!

في الوقت الذي يُفترض أن يكون عيد الفصح رمزًا للخلاص، أصبحت أمريكا تُقدم قرابين من حقوق الإنسان على مذبح عنصرية ترامب، فهل سيصحو الشعب الأمريكي قبل فوات الأوان؟.

ختاماً: إذا كانت أمريكا تُريد أن تبقى منارة للحرية، فعليها أولًا أن تُطفئ النار التي تُحرق بها مواطنيها وضيوفها!
فالديمقراطية لا تُصدر مثل السلع، ولا تُدافع عنها بقمع المتظاهرين وترحيل الطلاب، واليوم، بينما يُضيء العالم شموع الأمل في عيد الفصح، تُشعل إدارة ترامب نيران الكراهية.. والسؤال الأكبر: هل ستُحرق أمريكا نفسها قبل أن تُنير العالم؟، وكلمة أخيرة: هذا ليس مقالًا عاديًا… بل “صافورة إنذار” تُسمع من واشنطن إلى غزة!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.