بقلم الكاتب/ عاشور كرم
النفس المطمئنة إحدى درجات النفس الإنسانية حيث أنها ترتقي بأعمالها من حال إلى حال أي من حال النفس الأمارة بالسوء إلى أن تصل إلى مرتبة ومكانة الاطمئنان
النفس المطمئنة ،
هي شعور يوحي بالسكينة والأمن ولذلك فإن القلوب بالقرآن إذا عمتها السكينة فإنها تكون في حاله ثبات القلب عند هجوم المخاوف عليه وزوال قلقه واضطراباته
صفات أصحاب النفس المطمئنة
الإخلاص
وهو أن يكون الفرد في عناية الله ومعية الله وأنه ليس كثير العسرات وأحواله ليست مضطربة وبذل المجتهد في الطاعة وحرصا على أسرار الأعمال وما ينبغي إظهاره مثل الصلاة والدعوة والجهاد والحرص على إصلاح العمل وإتقانه وإحسانه لأنه لله لا لنفسه فكل ما يفعله الإنسان يبغي به وجه الله تعالى ،
المتابعه لهدي النبي ،
إن صاحب النفس المطمئنة يتبع النبي صلى الله عليه وسلم ويحذوا حذوه حتى تطغى عليه محبته للنبي على حب المال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ))
الرضا
عندما يذق الإنسان طعم الإيمان يمر عليه البلاء وهو مطمئن ساكن عن بن عباس رضي الله عنه قال : (( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبحمد نبيا ورسوله )) فالإنسان يرضى بما قسمه الله له في الدنيا لأن الله ينعم عليه لحكمة بالغة
شده محبته لله وعظمته
على الإنسان أن يشكر ربه ويحمده على نعمه فهو سبحانه وتعالى رب ودود يتودد إليه علاده الصالحين قال الله تعالى : (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ))
الصدق
إن التعامل مع الله لا ينفع إلا بالصدق والصدق هو ما يجعل الإنسان يعيش مطمئنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :((دع ما يريبك إلا ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة ))
الصدق يكون مع الله في الأقوال والأفعال ولا ينطق الإنسان إلا صدقا وصدقه مع نفسه يجعل الإنسان بينه وبين نفسه مصالحة فيما يعتقده وما يفعله والصدق مع الناس فلا يظهر إمام الناس بوجه على الوجه الذي بينه وبين الله ،
التقوى
فالتقوي هي من صفات الإنسان صاحب النفس المطمئنة فالمولي عز وجل يقول : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ١٠٢﴾
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ٧٠ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ٧١﴾
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ١٨﴾
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
فمن أفضل القروبات هو أن يعمل الإنسان الخير والنواحي التي تدعو للخير والصبر عليه والتحذير مما يخالفه ويغضب الله عز وجل الاحسان يجب على الانسان
الاحسان
يجب الإحسان إلى عباد الله في جميع المعاملات من إحسان الصنعة وإتقان فإذا صنع الإنسان شيئا أو عملا فإنه يجب عليه إتقانه فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(( ان الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ))
الولاء والبراء وحسن الخلق
إن الولاء والبراء هى عقيده المسلم وهي من أركان العقيده الإسلامية وهي شرط من شروط الإيمان وحسن الخلق يجب على الإنسان صاحب النفس المطمئنة أن يحسن الخلق في معاملاته جميعها ويتحلى بالأخلاق الحميدة في العبادات والمعاملات ويقول المولي عز وجل :(( الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ))
وأخيرا اختتم وا حديثي بأن
صاحب النفس المطمئنةهو صاحب سكون القلب وطمأنينة واستقراره بزوال القلق والانزعاج وهذا لا يأتي بشيء بعيدا عن أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب علينا أن نحذو حذوه في كل ما أمر به ونبتعد عن ما نهانا عنه