الغرقى

بقلم / عبير مدين

كأن هذه الدوامة قد فرت من البحر فجأة لكي تلتقطها من على الشاطئ من بين الجموع،
مدت يدها له تتوسل إليه بنظراتها أن ينقذها لكن كالعادة شغل نفسه باللاشيء ثم عدل من هيئته وغادر وكله ثقة أنها استغنت عنه منذ زمن طويل وعليها أن تدفع ثمن كبريائها الذي أذلت به رجولته مرارا ، فيما كانت هي تغوص أكثر وأكثر داخل الدوامة وسط نظرات إعجاب الآخرين الذين ظنوا أنها تلوح لهم فرحة بمداعبة الأمواج لجسدها بينما هي كانت تغرق!.
الموت كان حتميا هذه المرة وهي فقدت أي رغبة في المقاومة أرخت يديها و أغمضت عينها ورفعت الراية البيضاء و هي ترى آخر شعاع الشمس يغيب.
وقف في الشرفة بجسده الرياضي ينفث دخان سيجارته بلا مبالاة كأن شيئا لم يكن و قسمات وجهه التي كأنما نحتت في الصخر تنظر نحو مغيب الشمس لو التف خلفه لرأي نظرات الكراهية تنطلق من عينها كأنها سهام تخترق ظهره وهي مستندة على وسادتها، عضت على شفتيها بغيظ مرة أخرى القدر يعيدها إلى نفس الطريق الذي تمنت أن تعود منه بعد أن تعثرت في إحدى الشباك ثم التفت على قدمها وخلال لحظات كانت في مركب صيد صغير و عين هذا الرجل تلتهم جسد صيده الثمين الذي يتفجر أنوثة بعد أن قام بإسعافها وقعت عينه على خاتم الزواج في إصبعها، سادت لحظات من الصمت قبل أن يجلس جوارها ويسند رأسها على صدره كان يشعر هذه اللحظة أنه هو الغريق وهي فرقة انقاذ كاملة!.
ساعدها أن تنزل من القارب وهي مازالت تستند على صدره تشعر بإعياء شديد أجلسها على إحدى الصخور وجلس تحت قدمها كان يشعر أنها سلبته لبه منذ وقعت عينه عليها يشعر أنه يعرفها منذ زمن و لديه رغبة قوية أن يحتضنها كأنه حلم قديم فقده ثم عادت له الحياة.

فهل تعطيه الحياة ما تمنى أم تغرقه في مزيد من المشاكل ؟
جزء من روايتي الجديدة الغرقى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.