الزواج

بقلم / عاشور كرم


إن الدين الإسلامي يحث على الزواج وينهى عن التبتل أي أن التبتل في الزواج هو تركه والزهد فيه فالزواج من سنن الأنبياء والمرسلين فيقول الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم :(( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ))
ورسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :(( أربع من سنن المرسلين الحناء والتعطر والسواك والنكاح ))
وأيضا قال :(( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة؛ فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج، ومن لم يستطع؛ فعليه بالصوم، فإنه له وجاء ))

شروط صحة الزواج
ولصحة الزواج شروط وهي،

  • أن تكون المرأةالمراد الزواج منها غير محرمه عليه بأي سبب من أسباب التحريم المؤقت أو المؤبد
  • الإيجاب والقبول
  • الإشهاد على الزواج من شاهدين
  • موافقة الولي للقاصر فقط أما الأيم فلا بد من موافقتها وإذنها لوليها ولقوله صلى الله عليه وسلم (( الأيم أحق بنفسها من وليها ))

المحرمات من الزواج
لقد حدد المولي عز وجل ما يحرم عليه الزواج فقال تعالي :(( وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ))

فوائد الزواج
والزواج فوائد منها ،

  • الزواج طريق شرعي لإشباع الغريزة الجنسية، بصورة يرضاها الله ورسوله فقال: (حُبِّب إليَّ من دنياكم: النساء والطيب، وجُعلتْ قرَّة عيني في الصلاة)
  • طريق لكسب الحسنات. قال: (وفي بُضْع (كناية عن الجماع) أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: (أرأيتم، لو وضعها في حرام، أكان عليه وِزْر؟). قالوا: بلى. قال: (فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)
  • وسيلة لاستمرار الحياة، وتعمير الأرض، فالأبناء الصالحون امتداد لعمل الزوجين بعد وفاتهما، فقال صلي الله علبه وسلم : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنْتفَع به، أو ولد صالح يدعو له)
  • سبيل للتعاون، فالزوجة تكفي زوجها تدبير أمور المنزل، وتهيئة أسباب المعيشة،
  • تقوية الصلات والمعارف من خلال المصاهرة، واتساع دائرة الأقارب، فلما غزا النبي محمد بني المصطلق في غزوة المريسيع، وأسر منهم خلقًا كثيرًا، تزوج السيدة جويرية بنت الحارث (رضي الله عنها) وكانت من بين الأسرى فأطلق الصحابة ما كان بأيديهم من الأسرى؛ إكرامًا للرسول وأصهاره، فكان زواجها أعظم بركة على قومها
    فالله عز وجل يقول في كتابه:
    ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))

وأخيرا اختتم حديثي :
بوصية الأعرابية لبنتها قبل زواجها وهي تودعها فقالت لها ،
أي بنيّــة .. إنك قد فارقت بيتك .. الذي منه خرجت .. ووكرك الذي فيه نشأت .. إلى وكر لم تألفيه .. وقرين لم تعرفيه .. فكوني له أمة .. يكن لك عبدا .. واحفظي له عشر خصال .. يكن لك ذخرا ..

أما الأولى والثانية .. فالصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة ..

أما الثالثة والرابعة .. فالتعهد لموقع عينيه .. والتفقد لموضع أنفه .. فلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشمن منك إلا أطيب ريح والكحل أحسن الحسن الموصوف والماء والصابون أطيب الطيب المعروف

أما الخامسة والسادسة .. فالتفقد لوقت طعامه .. والهدوء عند منامه .. فإن حرارة الجوع ملهبة .. وتنغيص النوم مكربة ..

أما السابعة والثامنة .. فالعناية ببيته وماله .. والرعاية لنفسه وعياله .. أما التاسعة والعاشرة .. فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا .. فإنك أن عصيت أمره أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره .. ثم بعد ذلك .. إياك والفرح حين اكتئابه والاكتئاب حين فرحه ..

فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير .. وأشد ما تكونين له إعظاما .. أشد ما يكون لك إكراما .. ولن تصلي إلى ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاكي .. وهواه على هواكي .. فيما أحببت أو كرهت .. والله يصنع لك الخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.