الدكروري يكتب عن أعظم موجبات الرفعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله المتمم لمكارم الأخلاق، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، ثم أما بعد إن من أعظم موجبات رفعة مكانة الصحابة رضوان الله عليهم، هو ما شهد الله تعالى لهم من طهارة القلوب، وصدق الإيمان، ولقد قال الله تعالى فى كتابة الكريم فى سورة الفتح عن الصحابة الكرام ” لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ” ويقول ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى ” فعلم ما في قلوبهم ” أي من الصدق والوفاء والسمع والطاعة ” وما أحسن ما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ” من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة”.

فأولئك أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، كانوا أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا، فهم قوم اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم” ولقد وعد الله تعالى المهاجرين والأنصار بالجنات والنعيم المقيم، وأحلّ عليهم رضوانه سبحانه وتعالى في آيات تتلى إلى يوم القيامة، وقد شهد لهم بالفضل سيد البشر وإمام الرسل والأنبياء، محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان شاهدا عليهم في حياته ، يرى تضحياتهم، ويقف على صدق عزائمهم، فأرسل صلى الله عليه وسلم كلمات باقيات في شرف أصحابه وحبه لهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” لا تسبوا أصحابى، والذى نفسى بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحدا ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ” رواه البخارى ومسلم، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” خير الناس قرنى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” رواه البخارى، وإضافة لكل ذلك يجب أن نربي أطفالنا على الابتعاد عن التقليد الأعمى، والانجراف خلف تيار الصراعات الآتية إلينا عبر وسائل الإعلام، والتي تكون غريبة عن مجتمعاتنا، ويكون هدفها تخريب عقول أبنائنا لإخراجها من إطارها السليم وذلك بهدف القضاء على أهم لبِنات البناء في المجتمع، كما يجب أن نزيد من توعية أولادنا وأن نجعلهم يدركون أن تقليد الأجنبي الذي لا يردعه وازع ديني أو خُلقي، والاقتداء به يؤدي إلى نتيجة وخيمة وكارثة مدمرة تؤدي بالمجتمع بأسره وتجره إلى حالة الضعف والوهن والضمور.

وتكون النتيجة النهائية غياب العقل والسقوط في مهاوي الرذيلة والجهل والانحطاط، والانقياد للغرائز البهيمية التي يكمن فيها الموت الأكيد والشقاء المُحتم، وهكذا فإن الله عز وجل كلم موسى أول الأمر قبل هذا التكليم عندما نبئ موسى عليه السلام، فموسى عليه السلام خرج من أرض مدين بعد أن مكث فيها عشر سنين ثم أصابه شدة البرد فكان يبحث عن شيء جذوة نار يصطلي منها أهله فرأى من بعيد نورا في شجرة من نار تتوقد خاف على أهله قال “امكثوا إنى آنست نارا” وكأن أهله لم يأنسوا تلك النار كأنه شيء مخصوص به موسى ثم قدم إلى تلك النار عندها كلمه الله عز وجل وموسى دخل الوادي المقدس وهو لا يدري أنه واد مقدس ولا يدري أن تلك النار ليكلم الله عز وجل عندها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.