التكبير والتهليل


بقلم / محمـــد الدكـــروري

لا ننسى في هذه الأيام الطيبة المباركة الإكثار من التكبير والتهليل والتحميد، فعن ابن عمر رضى الله عنهما قال “فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد” وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما” وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون ويكبر أهل الأسواق، حتى ترتج منى تكبيرا، وكان ابن عمر يكبّر بمنى تلك الأيام خلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه، تلك الأيام جميعا، وكانت ميمونة تكبّر يوم النحر، وكنّ النساء يكبّرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد” رواه البخاري، وإن المستحب هو الجهر بالتكبير للرجال لفعل عمر بن الخطاب وابنه وأبي هريرة رضى الله عنه والنساء يكبرن ولكن تخفض الصوت، والتكبير نوعان مطلق ومقيد.

ويشرع في عيد الأضحى التكبير المطلق، والمقيد، فالتكبير المطلق في جميع الأوقات من أول دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق فيسن التكبير والتحميد والتهليل أيام العشر، وإظهار ذلك في المساجد والمنازل والطرقات، وكل موضع يجوز فيه ذكر الله تعالى، يجهر به الرجال وتخفيه المرأة، إظهارا للعبادة، وإعلانا بتعظيم الله تعالى، وهو لا يتقيد بمكان، فحتى في الأسواق وعلى الفراش والمجلس وأثناء المشي، ولا يتقيد بزمان، فيؤتى به في الليل والنهار، والسفر والحضر، ولا يتقيد بحال، فيؤتى به قائما أو قاعدا أو مضطجعا أو راكبا أو محمولا أو على غير طهارة، وأما التكبير المقيد فيكون في أدبار الصلوات المفروضة من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، وقد دل على مشروعية ذلك الإجماع، وفعل الصحابة رضي الله عنهم ” وأما عن صيغة التكبير، فهى الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، وأما عن أداء الحج والعمرة وهما من أفضل الأعمال، فإن الحج والعمرة من أفضل الأعمال التي تفعل في هذه الأيام، ولقد رغب الشرع الحنيف في هاتين العبادتين العظيمتين وحث عليهما، وذلك لمن ملك زادا وراحلة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال إيمان بالله ورسوله، قيل ثم ماذا؟ قال الجهاد في سبيل الله ؟ قيل ثم ماذا؟ قال حج مبرور” رواه البخارى ومسلم، وإن فضائل الحج والعمرة كثيرة، منها أن الحاج إذا خرج من بيته قاصدا البيت الحرام كتب له بكل خطوة يخطوها هو ودابته حسنة، ومحا الله عنه خطيئة، ورفعت له درجة لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه يرفعه، وفيه “فإن لك من الأجر إذا أممت البيت العتيقز

أن لا ترفع قدما أو تضعها أنت ودابتك إلا كتبت لك حسنة، ورفعت لك درجة” رواه الطبراني، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما يرفعه” فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا، ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة، ومحا عنك خطيئة” رواه ابن حبان، وإذا لبّى الملبّي في الحج، أو كبّر بُشّر بالجنة، وفضل رفع الصوت بالتلبية لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما أهلّ مهلّ أى بمعنى أهلّ رفع صوته بالتلبية، ولا كبّر مُكبّر إلا بُشّر” قيل يا رسول الله بالجنة؟ قال “نعم” رواه الطبراني، وأن الحاج والمعتمر يكتب له بركعتي الطواف عتق رقبة من بني إسماعيل، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما وفيه” وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل” رواه ابن حبان، وطواف الحاج أو المعتمر بين الصفا والمروة، كعتق سبعين رقبة، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما.

وفيه “وأما طوافك بالصفا والمروة، كعتق سبعين رقبة” رواه ابن حبان، والبزار، والطبراني، وأنه من طاف بالبيت العتيق واستلم الحجر الأسود شهد له يوم القيامة، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر” والله ليبعثنه الله يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق” رواه الترمذي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من الثلج فسوّدته خطايا بني آدم” وإن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه، لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه” رواه ابن ماجه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.