بقلم / محمــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين، إن من آداب السلام هو أنه إذا لقيت أخاك المسلم فبادر بالسلام، وأن تسلم على من عرفت ومن لم تعرف، وإذا سلم عليك المسلم فرد التحية بمثلها أو بأحسن منها، وليكن ببشاشة وجه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق” رواه مسلم، ولا تقل أبدا عليك السلام فإنها تحية الموتى، والراكب يسلم على الماشي، والماشي يسلم على القاعد، والصغير يسلم على الكبير، والقليل يسلم على الكثير، وإن من الأحكام أنه وردت أوقات نهي عن رد السلام فيها كحال الخطبة.
فلو دخل مصل فرد عليك السلام وأنت في حالتك هذه فلا ترد عليه لأنك أمرت في هذا الوقت بالإنصات وكذلك لا رد أيضا حال قضاء الحاجة، فإذا قضى الإنسان حاجته رد على من سلم عليه، فعن أبي الجهيم قال أقبل النبي صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه و سلم، حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه ثم رد عليه السلام” وكما يكون السلام مشافهة يكون كذلك كتابة، ويكون إهداء شفويا كما تقدم في قصة جبريل وإهداء السلام للسيدة خديجة رضي الله عنها، وكما يجوز على الأحياء يجوز على الأموات، فعن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول في رواية أبي بكر “السلام على أهل الديار”
وفي رواية زهير ” السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية” فيا أيها المسلمون، هذه شعيرة السلام التي أنعم الله بها علينا، فلنحيها في المجتمع على من عرفنا ومن لم نعرف، ونعلمها نساءنا وأطفالنا بأقوالنا وأفعالنا معهم، وأن نجعلها على ألسنتنا عند دخولنا وخروجنا من بيوتنا ومجالسنا وأعمالنا، وأن تكون كذلك في اتصالاتنا ومراسلاتنا وأن لا نبدلها بغيرها، وإن للسلام فوائد عدة منها أنه فيه امتثال لسنة النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم وإحياء سنّة آدم عليه السلام، وهو من علامات الإسلام، وهو من حقوق المسلمين على بعضهم بعضا، وهو من أسباب حصول المحبة، ومن أسباب دخول الجنة، وهو من خصائص أمة الإسلام، وأولى الناس بالله من بدأهم بالسلام.
وهو من أسباب مضاعفة الأجر، وهو من أسباب حصول البركة، ومن أسباب حصول السلامة،، والسلام اسم من أسماء الله الحسنى، وهو صدقة على الناس، وهو من موجبات مغفرة الله تعالي، ولقد كان الكلام بالسلام جائز في الصلاة في البداية، كما جاء في الصحيحين عن زيد بن أرقم قال كنا نتكلم في الصلاة يكلم أحدنا أخاه في حاجته حتى نزلت هذه الآية الكريمة ” حافظوا علي الصلوات والصلاة الوسطي وقوموا لله قانتين” فأمرنا بالسكوت” ولكن بعد هذا ظل أنه يجوز إلقاء السلام على المصلي لكن يرد المصلي بيده إشارة لا بلفظه، كما في حديث بلال أن رسول الله صلي الله عليه وسلم فعل ذلك عندما سلم عليه بلال، وهذا يدل على أهمية السلام والحرص عليه.