الدكروري يكتب عن أبي الفضل ساقي الحرمين


بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر التاريخية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة أنه في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أجدبت الأرض وأصابها الفقر الشديد، فخرج الناس إلى الصحراء، ومعهم عمر والعباس، فرفع عمر بن الخطاب يديه إلى السماء، وقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإن نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ” رواه البخاري، فلما استسقى عمر بالعباس، قام العباس ورفع يديه إلى ربه وقال اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا الغيث، ولم يكد العباس ينهي دعاءه حتى امتلأت السماء بالغيوم والسحاب، وأنزل الله غيثه، فانطلق الناس يهنئون العباس، ويقولون له هنيئا لك ساقي الحرمين.

ولقد كانت السقاية لبني هاشم، وكان أبو طالب يتولاها، فلما اشتد الفقر بأبي طالب، أسند السقاية إلى أخيه العباس، وكان من أكثر قريش مالا، فقام بها، وعليه كانت عمارة المسجد، وكان نديمه في الجاهلية أبا سفيان بن حرب، وقد شهد العباس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيعه العقبه، لما بايعه الانصار، ليشدد له العقد، وكان حينئذ مشركا وكان ممن خرج مع المشركين اِلي بدر مكرها، واسر يومئذ فيمن اسر، وكان قد شد وثاقه، فسهر النبي صلى الله عليه وسلم، تلك الليله ولم ينم، فقال له بعض اصحابه ما يسهرك يا نبي الله؟ فقال “اسهر لانين العباس” فقام رجل من القوم فارخي وثاقه، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم ” مالي لا اسمع انين العباس؟ ” فقال الرجل انا ارخيت من وثاقه فقال له النبى صلى الله عليه وسلم” فافعل ذلك بالاسري كلهم”

وفدي يوم بدر نفسه وابني اخويه عقيل بن ابي طالب، ونوفل بن الحارث، واسلم عقيب ذلك، وقيل انه اسلم قبل الهجره، وكان يكتم اسلامه، وكان بمكه يكتب اِلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، اخبار المشركين، وكان من بمكه من المسلمين يتقوون به، وكان لهم عونا علي اسلامهم، واراد الهجره اِلي النبى صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “مقامك بمكه خير” فلذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم، يوم بدر ” من لقي العباس فلا يقتله، فانه اخرج كرها ” ولقد كانت قصه الحجاج بن علاط تشهد بذلك، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم،” انت اخر المهاجرين كما انني اخر الانبياء ” ثم هاجر العباس بن عبد المطلب اِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد معه فتح مكه، وانقطعت الهجره.

وشهد حنينا، وثبت مع النبى صلى الله عليه وسلم، لما انهزم الناس بحنين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعظمه، ويكرمه بعد اسلامه، وكان وصولا لارحام قريش، محسنا اليهم، وكان ذا راي سديد وعقل غزير، وقال النبى صلى الله عليه وسلم، له”هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفا واوصلها” وقال صلى الله عليه وسلم “هذا بقيه ابائي” وعن عبد الله عمر رضى الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا، ومنزلي ومنزل ابراهيم تجاهين في الجنه، ومنزل العباس بن عبد المطلب بيننا، مؤمن بين خليلين”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.