الإسلام والإنسانية

بقلم / عاشور كرم

قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }
فالإنسانية هي إحدى خصائص الإسلام فهي تشغل حيزا مهما في منطلقاته النظرية وفي تطبيقاته العملية وقد حرص الإسلام في تكريمه للإنسان فجعل له حقوقه الكاملة غير المنقوصة في الحرية والكرامة والحياة الكريمة فلا يحتقر أحد أو يعتدي عليه أحد وان عليه واجبات يؤديها تجاه المجتمع وأفراده في جو من الألفة والمحبة لأن الله خلق الناس من نفس واحدة وقد أكد علی المساواة بين جميع أفراد المجتمع فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ إِلَّا بِالتَّقْوَى)) وقد أذهب الله بالإسلام نخوة الجاهلية وتفاخرهم بالأنساب وبهذا حفظ الإسلام للفرد كرامته الإنسانية لينمي مواهبه وموارده ويعمل الخير لنفسه وللناس متعاونا مع غيره علی البر والتقوی ومن مظاهر البعد الإنساني في الإسلام

التكافل الاجتماعي والاقتصادي
يعتبر التكافل الاجتماعي والاقتصادي من أبرز وجوه ومظاهر البعد الإنساني في الإسلام حيث أوجبت الشريعة مد يد العون لكافة أصناف الفئات الفقيرة والتي تحتاج إلى المساعدة حفظا لكراماتهم واحتراما لإنسانيتهم
فقد أناط عددا من هذه الوسائل بالأفراد وجعل بعضها إلزاميا وترك البعض الآخر للتطوع فيها ومنها

الزكاة
والزكاة في الشرع الإسلامي فريضة شرعية فرضها الله وجعل المقصود منها صلاح أمور البلاد والعباد وهي ثالث أركان الإسلام الخمسة ويقول الله تعالي(( الذين لا يُؤتون الزكاة وهم بالْخرةِ هم كافرونَ))
والزّكاة تعالج المشاكل الاجتماعية الناتجة عن الفقر في المجتمع وفضلاً عن آثارها المعنوية حيث تزيد من الألفة والمحبّة بين النّاس

الصدقة المستحبة
الصدقة هي ما تعطى للمحتاج على وجه التقرب إلى الخالق والمعبود فقد شرع الإسلام الصدقة وجعلها من أفضل الأعمال في حين أنها اختيارية وخارجة عن نطاق الوجوب وقد تضافرت الأدلة والنصوص القرآنية والأحاديث في الحث على الصدقة بأنواعها رغبة في الإنفاق ومحذرة من الشح والبخل

وأخيرا اختتم حديثي بأن
الإسلام اهتم بتنمية الوعي الأخلاقي وتهذيب النفوس باعتبارها مسألة أساسية تنشأ منها وتبني عليها جميع الأحكام والقوانين الإسلامية وقد اعتبر الإسلام التّكامل الأخلاقي وسيلة رادعة لمحاربة كل أنواع الفساد والانحراف وقد حذر من انحدار الإنسان نحو الرذيلة والتسافل الأخلاقي وقد قال رسول الله : ((إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.