بقلم / عاشور كرم
ان الله تعالى امر بالخوف منه ونهى عن الخوف من اوليائه من الناس فقال تعالى :((لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ))
فالله سبحانه وتعالى أمر بالإخلاص في جميع العبادات وجعل الخوف منه أفضل مقامات الدين وأعظمها ولقد وعد الله الذين يخافون منه بجنتين فقال تعالى:((وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ))
فإن الخوف من الله نافع للعبد فهو يحمله على طاعه الله وطلب مرضاته فيجعله يترك ما يغضبه ويعصيه ويسخطه والخوف من الله له محورين إما محمود أو غير محمود
الخوف المحمود
إذا كانت غايه الإنسان أن يحول بينه وبين معصيته لله فيحمل الإنسان على فعل الواجبات وعلى هجر المحرمات فيسكن القلب الطمأنينه ويسعد ويفرح بحياته
أما الغير محمود
ما هو إلا يحمل العبد على اليأس من روح الله والقنوط وعندها ينحسر العبد وينكمش وربما يتمادى في المعصيه لقوه يأسه الشديدة فقال تعالى:(( إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ)) فالمؤمن عليه الإنسان ألا يخاف أولياء الشيطان ولا يخاف الناس كما قال:((فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلً )) وأن تحرفوا كتابي للخوف من الناس والملوك والأشراف ، فتسقطوا عنهم الحدود الواجبة عليهم وتستخرجوا الحيل في سقوط تكاليف الله تعالى عنهم فلا تكونوا خائفين من الناس بل كونوا خائفين مني ومن عقابي
فعلي الإنسان أن يخاف من الله ولا يخاف من لا يخاف الله لأن الخوف من الله فقط فعلى الإنسان أن يخافه حتى لا يسلط عليه من لا يخافه فقال تعالى:((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ))
فالمؤمن الذي يثق برعايه الله له لا يخاف لأن الخوف دليل على ضعف الإيمان ولذلك إذا حارب الإنسان الخوف وبخ ذاته عليه أن يقول أين إيماني فيشعر باستمرار بأن الله موجود وأنه هو الذي يحمي السائرين في طرقهم ويحميهم من الأخطار فرحيل الإيمان من الإنسان يشوش علي صاحبه باستمرار
وأخيرا اختتم حديثي بأنه
علينا الخوف من الله عز وجل وعدم الخوف من العبد مهما كان وكانت سلطته فالله تعالي يقول (( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ))
كما أن الله تعالى أثني علي الملائكة بأنهم يخافون ربهم من قولهم فقال تعالي : (( يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ))
فمن خاف الله فرح وسعد قلبه مهما احاطت به المتاعب ولا يحزن ولا يكتئب ولا ييأس