بقلم سمير باكير –
في مشهد إقليمي مُذهل لم يكن متوقّعاً حتى من أكثر المراقبين تشاؤماً في تل أبيب، خرجت إيران من جولة المواجهة الأخيرة وهي تفرض نهاية المعركة بشروطها، بعد ١٢ يوماً من الجحيم الذي عاشه الكيان الصهيوني، سياسياً، عسكرياً، وأمنياً.
١. هذه ليست صواريخ غزّة… هذه ضربة استراتيجيّة من دولة
ما جرى مؤخراً لا يمكن مقارنته بما اعتاده الكيان من صواريخ حماس أو حزب الله في جولات محدودة.
الهجوم الإيراني كان دقيقاً، مركزاً، وعلى موجات متتابعة وصلت إلى ٦ موجات صاروخية غطّت شمال وجنوب الأراضي المحتلة.
للمرة الأولى منذ تأسيس الكيان، ضربات بهذا الحجم والجرأة تخترق المجال الجوي الإسرائيلي، وتعطّل أنظمة الدفاع، وتضع الملايين في الملاجئ.
أحد الضباط الصهاينة قال بصراحة: “ما عشناه خلال ١٢ يوماً لم نشهده منذ قيام الدولة.”
٢. الضربة التي أجبرت أمريكا على الضغط لوقف إطلاق النار
بينما كانت تل أبيب تنتظر دعماً أميركياً مطلقاً، جاءت المفاجأة من طهران:
ضربة مركزة على قاعدة أميركية في المنطقة (بصورة محسوبة)، جعلت واشنطن تُراجع حساباتها فوراً.
الرسالة كانت واضحة:
إذا استمرت الحرب، قواعدكم العسكرية ليست في مأمن… والجنود الأميركيون على الطاولة.
حينها فقط، بدأت أمريكا التحرك العاجل خلف الكواليس لإجبار إسرائيل على القبول بالتهدئة.
٣. ما بعد الهزيمة: انهيار الثقة، وهجرة النخب
ما بعد الحرب أخطر من أيام الحرب نفسها.
آلاف الصهاينة تقدموا بطلبات هجرة.
رجال أعمال وساسة بدأوا بتحويل أموالهم إلى الخارج.
الحدود باتت مفتوحة، ليس للعودة… بل للهروب.
هذا ليس انسحاباً تكتيكياً… بل بداية انهيار ثقة داخلية في قدرة “المنظومة” على حماية نفسها.
٤. نتنياهو: الزعيم الذي وعد بالأمن… وأنهى حياته السياسية بالعار
نتنياهو دخل هذه المواجهة باحثاً عن نصر سياسي ينقذه من ملفات الفساد،
لكنه خرج منها محاصَراً داخلياً، وفاقداً للدعم الخارجي.
كل مؤشرات الداخل تُشير إلى نهاية وشيكة لرجل فقد السيطرة، وفشل في أول اختبار وجودي حقيقي.
٥. إيران تغيّر معادلات المنطقة: لا خطوط حمراء بعد اليوم
في هذه الجولة، أثبتت إيران أنها قادرة على نقل الحرب إلى قلب الأراضي المحتلة، وإلى قواعد أميركية في لحظة واحدة.
ما فعلته لم يكن مغامرة… بل قرار استراتيجي محسوب، هدفه تغيير قواعد اللعبة.
نتيجة المعركة؟
إسرائيل خرجت بتهدئة مفروضة.
أمريكا خرجت محبَطة ومُربَكة.
إيران خرجت بثقة مضاعفة، ورسالة واضحة:
“نحن من يكتب قواعد الاشتباك الجديدة.”
هذه ليست نهاية الحرب… لكنها نهاية الوهم
الوهم الذي بَنته إسرائيل لعقود عن التفوق والسيطرة، انهار خلال ١٢ يوماً.
وإيران اليوم، لا تخوض حرب صواريخ فقط، بل حرب إرادة وعقل وسيادة قرار.
🇮🇷 وها هي تثبت أنها ليست فقط دولة مقاومة… بل دولة صانعة للردع وتوازنات جديدة في المنطقة.
🛑 ابقوا متيقظين… لأن ما بعد هذه الجولة، لن يشبه ما قبلها.