بقلم / د. فرج أحمد فرج
باحث انثروبولوجيا
رغم تكالب الغرب ضد الشرق وتقاعس العرب لنصرة اخوانهم في ايران وغزة ، فاليعلم الجميع ان الغرب لا يحبون العرب وجل حبهم للكيان المنحط الذي زرعوه في منطقة الشرق الاوسط للسيطرة علي مقدرات تلك المنطقة من ثروات معدنية واهم مصدر للطاقة التي تدير عجلات مصانعهم بالغاز والبترول ، خرج علينا الكفرة والمغتصبين اعداء السلام والانسانية ليحدثنا مندوبهم العسكري ان بيدهم ان يهبوا الحياة لمن يريدون ويقضوا بالموت لمن يريدون كما قال النمرود ، ودلل قتل العلماء وقادة وسياسي ايران ومن قبل صدام حسن والقذافي وحسن نصرالله والسنوار وهنية وغيرهم والان يهددون الرؤساء والملوك في المنطقة انهم قادرون ان يصلوا اليهم في غرف نومهم .
ان عقيدتهم التي حفرها الحاخامات انهم شعب الله المختار والذي خصهم بافخر الطعام وخص نبيهم موسي عليه السلام بالكلام وانهم منحوا مفاتيح الجنان وان وهبهم حق الحياة ولم يخلقوا للموت ، لان الموت خلق لغيرهم ، ان هذه الدعوات العقائديه المغلفة برداء الدين هي التي تتحكم في افعالهم وبتصرفاتهم بناءا عليها قادت قادتهم تحت شعار الموت للعرب ، عقيدة فاسدة تنمي الحقد والكراهية ضد الانسانية والحياة ، وراينا ذلك في اغتيال النساء والاطفال في غزة وحصارهم وتجويعهم وحرمانهم من اسس سبل الحياة .
ما الضرر الذي يعود عليهم اذا امتلكت دولة اي نوع من الطاقة النووية من بلاد المسلمين ، وخولهم واعطي لهم الحق في سلسلة الاغتيالات للرموز العلمية في تلك الدول من العلماء ورجال الدين والسياسين البارزين او اية رموز لامعة ،انهم يكرهون ان يروا اي شيئ لامع او شيئ ناجح غيرهم ، هم لا يعرفون غير القتل والغدر وسفك الدماء والنفس التي حرمها الله لماذا ينكرون علينا ويخافون منا اذا نزعنا لامتلاك اي قدرات علمية كما هم يمتلكون ما الضرر اذا امتلكت دولة ما الطاقة الذريه للاستخدامات السلمية واصبح لديها مفاعلات لاستخراج الطاقة ، فهناك دولا قليلة هي التي تحتكر هذه التقنية وصنعت منها الاسلحة الفتاكة والدمار للبشرية بل وازالة الحياة من الكرة الارضية ولكن العلة تكمن الا تمتلكها دولة اسلامية ، فالكيان السرطاني الاسيطيطاني علي ارض فلسطين يمتلك هذه التقنية الفتاكة كما الباكستان المسلمة والصين وغيرها ، بل امريكا الشيطان والثعبان الغاوي ضربت اليابان بتلك التقنية دون وازع او ضمير .
ما الذي اوقظ ونفخ في النار لتستعر شرارة حرب لن تبقي ولا تذر من البشر ديار، انها النزعة الدينية المغلفة سياسيا في ان يكون لليهود ملكا للعصر يبعث لهم كما بعث في عقيدتهم نبيهم داوود عليه السلام من قبل ليقودهم ويبسط ملكه علي مصر والشام وبلاد العرب ، وينحي اي تواجد لبلد مسلم في المنطقة كايران وتركيا وباكستان ان الدعوات التي تطلقها ابواق الكيان الكاذبة وتستنجد الان بالعرب الغافلين لنصرتها ضد ايران الذي يوحد شعبها الله وتحت لواء اسلام محمدا عليه الصلاة والسلام .
هذه الأمة لن تموت، وسيبقى لها دينها ما بقِيَ الليل والنهار، ولا تزال طائفة منها على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.
الْمُتَتَبِّع للتاريخ والمتأمِّل لِما حصل للمسلمين عبر العصور، من هجمات التتار، وإهلاكهم للحرث والنسل، والقضاء على الخلافة العباسية، وقتل آخر خليفة من بني العباس، وتدمير عاصمة الخلافة العباسية بغداد، وقتل مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، ظن كثير من الناس أن هذه الأمة ماتت وقُضي عليها، وأصبحت في خبر كان، لكن الله تعالى حافظ دينه، وحافظ عباده الصالحين الصادقين، فباء التتار بالخساران والبوار، ودخل كثير منهم في هذا الدين، ولم تَمُت هذه الأمة، وهكذا توالت الضربات والطعنات على جسد هذه الأمة المباركة، التي وُعِدَت بالنصر والتأييد، واستمر أعداء الإسلام في مخططات الهلاك لهذه الأمة، وكلها باءت بالفشل؛ لأن الله تعالى جعل هذه الأمة خير أمة أُخرجت للناس، وجعل هذه الأمة شاهدة على سائر الأمم، وتحقَّق وعد الله تعالى بأن هذه الأمة باقية إلى يوم القيامة.
ثم توالت المحن على هذه الأمة، وجاءت الحملات الصليبية الحاقدة على الدين وأهله، سبع حملات صليبية على الأمة الإسلامية، وعمل الصليبيون في الأمة المسلمة ما تشيب له رؤوس الوِلْدان، وتتصدع له قلوب أهل الإيمان، من قتلٍ، وأَسْرٍ، ونهب، وانتهاك للحرمات، فهل ماتت هذه الأمة؟ لا، إنها أُمَّةٌ لن تموت، وما اختارها الله وجعلها آخر الأمم إلا لتبقى، حاملةً رسالةَ الحق والعدل.
وها هو العالم الإسلامي في القر الماضي شهِد زحفًا بشعًا وشنيعًا، وشهِد استعمارًا بغيضًا، همجيًّا بربريًّا على هذه الأمة المسلمة؛ الاستعمار الإسباني، والهولندي، والبريطاني، والفَرنسي، والإيطالي، واحتلوا معظم بلاد الإسلام، وأكثروا في الأرض الفساد، وجلبوا معهم قاذوراتهم، من الفكر وفساد الأخلاق، والتفسخ، وجثموا على كثير من بلاد الإسلام عشرات السنين، ثم ماذا؟ خرجوا يجرون أذيال الخيبة والخسران، فهل ماتت هذه الأمة؟ لا، هذه الأمة لن تموت.
وفي العصر الحاضر، عادت الكَرَّة من جديد لحرب الإسلام وأهله، فها هم اليهود على أرض الإسراء والمعراج يعيثون في الأرض الفساد، ويدنِّسون مقدسات أهل الإسلام، وهم قتلة الأطفال والنساء، وهم من يُمْعِنون في إبادة ذلك الشعب المظلوم المكلوم، فهل تحقق لليهود ما يريدونه؟ وهل قضَوا على الإسلام وأهله في أرض الشام؛ الأرض المباركة؟ وهل ماتت أمة الإسلام هناك؟ لا، لم ولن تموت، فخرجت أجيال وأطفال يحملون بأياديهم الطاهرة الأحجارَ، فقذف الله في قلوب الأعداء الرعبَ والخوف والهلع، وها هم أهل فلسطين وغزة يُثخِنون في اليهود الجراحَ، ويُذِيقونهم ألوانًا من العذاب، ولله الحمد والمنة، فهذه الأمة لن تموت.
وهاهي ايران تسخنهم ليلا ونهارا وتسقط عليهم الصواريخ لتهدم مدنهم بزخروفها التي اوهمتهم انهم قد ملكوا الارض وما عليها لتصبح رمادا وهباءا منثورا، ان الله بالمرصاد كما فعلوا في غزة اليوم فعل بهم ،
وها هي أمريكا دولة الكفر والشر دخلت بجيوشها الجرارة أفغانستان، وخرجت منها حقيرة وذليلة تجر أذيال الخزي والعار والهزيمة، ودخلت أرض العراق، وخرجت صاغرة حقيرة، فهذه الأمة لن تموت.
وها هو العالم اليوم تجمَّع في حلف واحد، بسلاحه، وعسكره، وإعلامه، وماله، وعملائه، حربًا على الدين وأهله، وطمسًا لهُوِيَّةِ المسلمين، وحربًا على الدين الحق؛ كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهل ماتت هذه الأمة؟ لا لم تَمُت هذه الأمة.
فرج احمد فرج
17-6- 2025