بقلم / محمـــد الدكـــروري
بعد مقتل الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبايعت أهل المدينة الإمام علي بن أبي طالب بالخلافة فقد رفض معاوية بن أبي سفيان وكان واليا علي الشام أن يبايع الإمام علي بن أبي طالب متحججا بطلب الثأر من قتلة عثمان بن عفان، وقد صنع لخلافتة يعد ذلك عهدا جديدا يشابة الحكومات الفردية التي كانت في عصور قبل الإسلام التي ترجع إلي الملك قورش، وقيل أن بقاء هذا الطراز من الحكومة الملكية الفردية من عهد قورش إلى يومنا ليوحي بصلاحيته لحكم الشعوب الجاهلة واستغلالها وكان معاوية نفسه يشعر بأن حكمه هذا يبرره ما عاد على البلاد في أثنائه من الرخاء، وانقطاع النزاع بين القبائل، وما بلغته الدولة العربية الممتدة من نهر جيحون إلى نهر النيل من قوة وتماسك.
وكان يرى ألا سبيل إلى اتقاء النزاع الذي لابد أن يحدث عند اختيار الخليفة إذا ما اتبع مبدأ الانتخاب وما يؤدي إليه هذا النزاع من اضطراب وفوضى، إلا إذا استبدل به النظام الوراثي، فنادى بابنه يزيد وليَّا للعهد ، وأخذ له البيعة من جميع ولايات الدولة العربية، وبعد وفاة يزيد اضطربت الأمور، فطالب عبد الله بن الزبير بالخلافة، ثم تمكن عبد الملك بن مروان بن الحكم من هزيمته وقتله في مكة سنة ثلاثه وسبعين من الهجره، فاستقرت الدولة مجددا، وبيزنطية هي مدينة يونانية قديمة كانت تقع على مضيق البوسفور بتركيا، وقد أسست عام ستمائه وثمانيه وخمسين قبل الميلاد، وكانت من قبل قرية للصيادين، وقد أسستها مدينة إغريقية قديمة تسمى ميغارا، وقد سميت على اسم بيزاس ابن نيسوس ملك ميغارا.
وقد جعلها الإمبراطور قسطنطين عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية وهى الإمبراطورية البيزنطية وأصبح يطلق عليها القسطنطينية، نسبة للإمبراطور قسطنطين مؤسس الإمبراطورية ، وكان محمد الفاتح العثماني قد فتحها بعد ذلك وأطلق عليها إسلام بول، ثم أطلق عليها العثمانيون الآستانة، وحاليا يطلق عليها إسطنبول، وقد جرت أكبر الفتوحات الأموية في عهد الوليد بن عبد الملك، فاستكمل فتح المغرب، وفُتحت الأندلس بكاملها، كما فُتحت السند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي وبلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم، ثم جاء بعده الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي توفي مرابطا في مرج دابق لإدارة حصار القسطنطينية، ثم الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، الذي يُعد من أفضل الخلفاء الأمويين سيرة.
ثم ابن عمه يزيد بن عبد الملك، ثم أخيه هشام الذي فتح في عهده جنوب فرنسا، وكان عهده طويلا وكثير الاستقرار، وبعد موته دخلت الدولة في حالة من الاضطراب الشديد، حتى سيطر مروان بن محمد على الخلافة، فأخذ يتنقل بين الأقاليم ويقمع الثورات والاضطرابات، ثم التقى مع العباسيين في معركة الزاب فهُزم وقُتل، وكانت نهاية الدولة الأموية، وقد بقي الخلفاء من بني أمية يتعاقبون على حكمها حتى سقطت عقب معركة الزاب عام مائه واثنين وثلاثين من الهجره.