د. محمود محمد علي
تعـد المرأة معنـى كبـر أعدتـه العنايـة الإلهية لوظيفة سـامية للغايـة ، وهـي حفـظ النـوع البشري واسـتدامته، فهـي مخلـوق شـفاف المشاعر ، رقيـق العواطـف ، تمثـل قيمــة حقيقيــة في بنيــة المجتمع ، وتــرك بشــخصيتها ً ومبادئهـا ، وأهدافهـا آثـاراً واضحـة لـدى الآخر، وهذا ينطبق على المرأة في عهد المرابطين ، حيث تمتعت بوضع كريم ، إذ كانت تشترك في مجلس القبيلة ، وتشارك في الأمور الهامة ، فكانت للمرأة سيطرتها ونفوذها على الرجل ، فقد بلع من احترامهم لها أن كثيراً من قادة المرابطين وأمراء الدولة كانوا يلقبون بأسماء أمهاتهن تقديراً لدور المرأة في المجتمع المرابطي، ويبدو من هذا أن نساء الأمراء والنبلاء والقواد كن يتمتعن بسلطة واسعة ونفوذ كبير.
وتعد زينب النفزاوية واحدة من بين أشهر النساء في تاريخ المغرب، إذ برز اسمها في عهد الدولة المرابطية، وجاء ذكرها في العديد من المراجع التي تحدثت عن جمالها ورجاحة عقلها.. اسمها زينب بنت إسحاق الهواري وعرفت بـ”زينب النفزاوية”، وحسب ما يحيل على ذلك لقبها فهي تنحدر من قبيلة “نفزة” أو “نفزاوة” الأمازيغية. والدها كان تاجراً من تجار القيروان، حيث يقول عنها المؤرخ المغربي أحمد بن خالد الناصري في كتابه “الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى”: “كانت بارعة الجمال والحسن، وكانت مع ذلك حازمة لبيبة ذات عقل رصين ورأي متين ومعرفة بإدارة الأمور، حتى أنه كان يقال لها الساحرة”.
ويروي لنا التاريخ أن هناك امرأة تدعي ” زينب بنت إسحاق النفزاوية ، وهي من أشهر النساء الأمازيغيات خلال عصر الإمبراطورية المرابطية، إذ لعبت دورًا كبيرًا في إرساء وتثبيت دعائم دولة المرابطين بالغرب الإسلامي، وكان لها الفضل في كتابات العديد من مؤرخي عصرها. قال عنها ابن خلدون: “كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرئاسة”. وهي من قبيلة نفزاوة من بربر الأمازيغ القاطنة بطرابلس الغرب.
وكانت ” زينب” تلقب بزوجة الملوك كانت في ما سبق زوجة لأحد حكام أغمات الذين يختارون سنويا، ثم أصبحت من بعده زوجة لأمير أغمات لقوط المغراوي، ويقال إنها تزوجت بالأمير أبي بكر بن عمر فشرع في تشييد مراكش لتقيم بها وبعد أن طلقها، تزوجها يوسف بن تاشفين الذي يعتبر المؤسس الفعلي لمدينة مراكش.
حتى أن ابن خلدون لم يستطع إلا أن يصفها بقوله أنها “كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة”؛ هي زينب بنت إسحاق النفزاوية من قبيلة نفزة، من بربر أمازيغ طرابلس الغرب، وزوجة السلطان يوسف بن تاشفين لتصبح بذلك ” عنوان سعده، والقائمة بمُكله، والمدَبِّرة لأمره، والفاتِحة عليه بحُسن سياسَتها لأكثر بلاد المغرب”، حسب صاحب كتاب “الاستقصا”، كما نقل عن ابن الأثير في كتابه “الكامل” قوله عنها ” كانت من أحسن النساء، ولها الحكم في بلاد زوجها ابن تاشفين”…
كان والدها تاجراً من تجار القيروان، وكانت توصف بالحكمة والذكاء إضافة إلى كونها شديدة الجمال والحسن؛ ذات عقل رصين ورأي سديد. كما تم وصفها بزوجة الملوك ، حيث كانت في أول عهدها متزوجة من أمير مدينة “أغمات” وهو ” لقوطة بن يوسف “، فلما حاصر المرابطين تلك حاول الهرب وطلب من “زينب” أن تهرب معه ، ولكنها رفضت وتركها ، وفي خلال هروبه تعقله المرابطين فقتلوه .
ومما يستطاب من حديثها النسوي الفلسفي ما حكاه ابن الأثير في كامله، تلك المناظرة الشهيرة التي دارت بين وبين الأمير أبي بكر بن عمر اللمتوني حين عيرها بقتل زوجها فردت عليه قائلة : الحمد لله على كل حال ولكن أتفرح بمقتل رجلاً مات على ضلالة فانقطعت بموته الآمال من توبته وصلاحه .. خطاة أم هداة! .. فرد عليها اللمتوني فقال : دعوناه فأبي ثم قضي الله فيه ، ولكن ألا تخفين وجهك ياامرأة ، فردت عليه قائلة: لست من أصحابك الملثمين ونسائهم تكشف دون رجالهم ، فرد عليها اللمتوني : ومع ذلك ؟.. فردت عليه زينب : أهو أمر مفروض؟ .. فإني لا أري نساء أغمات قد حجبن وجهوهن بعد تمكنكم .. فرد اللمتوني: ليس مفروضاً في مذهبي.. فردت عليه زينب : فلما تدعوني إلى ما لم تدعو إليه غيري .. فرد عليها اللمتوني: ليست النساء سواء .. فرد زينب: فيما؟ .. فرد اللمتوني: ما أكثر جدالكِ ياامرأة.. فترد زينب : استفتي الفقيه في الدين فيسميه جدالاً !.. أليس في القرآن الكريم سورة المجادلة ” قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها” .. الله.. الله أيها الفقيه .. سمع قول المجادلة وأجابها بقرآن تتعبد به .. أفلا تجيبني أنت!.. فرد اللمتوني: ليست النساء سواء فيما أعطاهن الله .. فمن كان لها مثل الذي (أعني) .. تعلمين ما أعني! (فيجب عليها أن تستر وجهها درءً للفتنة ) .. فردت زينب : ولما لا يغض الرجال أبصارهم وكفي ! .. فرد اللمتوني: وكيف يغضون أبصارهم وأنت تحدثينهم؟ .. لقد قلت قولي؟.. فما الذي أقدمكي علينا وقد قتل زوجك ؟ .. فردت عليه : هذه بلدي ؟ .. وما كنت لأخرج لو أنه أرغمني؟ .. فرد اللمتوني: هل كنتِ تتخلفين عنه وقد كان زوجك؟ ..فردت زينب: أتخلف عن الباطل وأمكث في الحق ..فرد اللمتوني: إذن فلم تكوني عند رأيه ومذهبه ؟ .. فرد زينب: أنا امرأة قارئه .. وأميز الحق من الباطل!.. ولي رأي في نفسي! .. ولا أطيع مخلوقاً في معصية الخالق ولو كان زوجي.. فرد اللمتوني: لا ضغينة إذن؟ .. فردت زينب : لا آسي على ما فات ولا أفرح بما هو آت !.. فرد اللمتوني : تا الله إنكِ امرأة ذات عقل ؟.. فردت زينب : هل تبايع النساء كما تبايع الرجال أيها الفقيه ؟ .. فرد اللمتوني: كن يبايع أزواجهن وهن تبعاً له ؟ .. فردت زينب : ولكن الله جعل لهن ذمة مستقلة فإذا كان يوم القيامة حُوسبت الواحدة منهن فرداً لا جماع مع زوجها وولدها ؟ .. فرد اللمتوني: صدقتِ ؟ .. فردت زينب : ومن يبلغ المرأة وهو يأخذ منها العهد إن لم يكن لها زوج ؟ .. فرد اللمتوني: قد بلغتيِ حجتكِ؟ .. فردت زينب: إذن أبايعك على السمع والطاعة وفي المنشط والمكره؟ .. فرد اللمتوني: أما السمع والطاعة فنعم؟ .. وأما المنشط والمكره فهما من شأن الرجال الذين يشتغلون بأعمال ولي الأمر ، ولكن رضينا بذلك إذا تزوجتيني حيث امرأة في عقلك وجمالك لا ينبغي أن تكون بلا زوج؟ .. فردت زينب: ألست ولي الأمر ؟ .. فرد اللمتوني: تُستأمر المرأة في مثل حالك؟ .. فردت زينب : الجمل ومن عليه لله ورسوله ولرأي ولي الأمر .
وعقب ذلك تروجت زينب بالأمير أبي بكر بن عمر اللمتوني ، حيث يذكر الناصري في كتابه ” الاستقصا” :”كان الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني قد تزوج زينب بنت إسحاق النفزاوية وكانت بارعة الجمال والحسن وكانت مع ذلك حازمة لبيبة ذات عقل رصين ورأي متين ومعرفة بإدارة الأمور حتى كان يقال لها الساحرة”.
وبعد مرور سبع سنوات من زواج زينب ، عزم الأمير أبو بكر بن عمر على الخروج للصحراء ليصلح أمرها فطلق النفزاوية، وقال لها عند فراقه “يا زينب إني ذاهب إلى الصحراء وأنت امرأة جميلة بضة لا طاقة لك على حرارتها، وإني مطلقك فإذا انقضت عدتك فانكحي ابن عمي يوسف بن تاشفين فهو خليفتي على بلاد المغرب” (من كتاب الاستقصا).
ولكن قبل أن يتوجّه الأمير أبو بكر إلى الصحراء ترك أمر بلاد المغرب إلى ابن عمه يوسف بن تاشفين، ونصحه بالزواج من زينب ، وعندما عرض الأمر عليها أن تتزوج من يوسف بن تاشفين حسب كتاب “الاستقصا” للناصري قال: “يا زينب، إني ذاهب إلى الصحراء، وأنت امرأة جميلة لا طاقة لك على حرارتها، وإني مطلقك، فإذا انقضت عدتك، انكحي ابن عمي يوسف بن تاشفين؛ فهو خليفتي على بلاد المغرب”.
فردت عليه قائلة تجادله: كنت تريدني أن ألطم خدودي ,أندب وأولول ، في أمر أنت اخترته وقضيت فيه ، وإن قلت لك ، كما أنت لي ، فلماذا أراك تفعل ما تتوقعه مني ، فإني وإياك على الوِطاء نفسه ، لا تفارقني حتى أفارقك ، ألم أقل لك من قبل حين دعوتني للزواج منك، لا آسي على ما فات ، ولا أفرح بما هو آت ، وأنا إمرأة حرة ذات رأي ، وقد شهدت مقاتل الرجال ، وتقلب الأحوال في الأمور العظيمة ، حتى عهدت إلى نفسي أن أقُبل على ما يقبل عليه ، وأُدبر عما يدبر عني ،ورأيت صبر الرجال على ما تزل له النساء، تطلقون ،ولا نطلق ، وإذا فارقوا لم يأبهوا ولم ينظروا ورائهم ، وإذا فُرقنا قتلنا أنفسنا بالحسرات ، فأخذت على نفسي ، أن أكون كفئهم، يسعني ما يسعهم ، وقد استوينا عند الله في التكاليف وفي المآل ، فنستوي في الذمم والأحوال ، ومن سواك بنفسه ، فما ظلمك ، امضي ما أنت ماضٍ فيه، فما عليَ إلا السمع والطاعة لك ، والمغرم والمكره ليوسف بن تاشفين.
وتعد زينب النفزاوية واحدة من بين أشهر النساء في تاريخ المغرب، إذ برز اسمها في عهد الدولة المرابطية، وجاء ذكرها في العديد من المراجع التي تحدثت عن جمالها ورجاحة عقلها.. اسمها زينب بنت إسحاق الهواري وعرفت بـ”زينب النفزاوية”، وحسب ما يحيل على ذلك لقبها فهي تنحدر من قبيلة “نفزة” أو “نفزاوة” الأمازيغية. والدها كان تاجراً من تجار القيروان، حيث يقول عنها المؤرخ المغربي أحمد بن خالد الناصري في كتابه “الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى”: “كانت بارعة الجمال والحسن، وكانت مع ذلك حازمة لبيبة ذات عقل رصين ورأي متين ومعرفة بإدارة الأمور، حتى أنه كان يقال لها الساحرة”.
ويروي لنا التاريخ أن هناك امرأة تدعي ” زينب بنت إسحاق النفزاوية ، وهي من أشهر النساء الأمازيغيات خلال عصر الإمبراطورية المرابطية، إذ لعبت دورًا كبيرًا في إرساء وتثبيت دعائم دولة المرابطين بالغرب الإسلامي، وكان لها الفضل في كتابات العديد من مؤرخي عصرها. قال عنها ابن خلدون: “كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرئاسة”. وهي من قبيلة نفزاوة من بربر الأمازيغ القاطنة بطرابلس الغرب.
وكانت ” زينب” تلقب بزوجة الملوك كانت في ما سبق زوجة لأحد حكام أغمات الذين يختارون سنويا، ثم أصبحت من بعده زوجة لأمير أغمات لقوط المغراوي، ويقال إنها تزوجت بالأمير أبي بكر بن عمر فشرع في تشييد مراكش لتقيم بها وبعد أن طلقها، تزوجها يوسف بن تاشفين الذي يعتبر المؤسس الفعلي لمدينة مراكش.
حتى أن ابن خلدون لم يستطع إلا أن يصفها بقوله أنها “كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة”؛ هي زينب بنت إسحاق النفزاوية من قبيلة نفزة، من بربر أمازيغ طرابلس الغرب، وزوجة السلطان يوسف بن تاشفين لتصبح بذلك ” عنوان سعده، والقائمة بمُكله، والمدَبِّرة لأمره، والفاتِحة عليه بحُسن سياسَتها لأكثر بلاد المغرب”، حسب صاحب كتاب “الاستقصا”، كما نقل عن ابن الأثير في كتابه “الكامل” قوله عنها ” كانت من أحسن النساء، ولها الحكم في بلاد زوجها ابن تاشفين”…
كان والدها تاجراً من تجار القيروان، وكانت توصف بالحكمة والذكاء إضافة إلى كونها شديدة الجمال والحسن؛ ذات عقل رصين ورأي سديد. كما تم وصفها بزوجة الملوك ، حيث كانت في أول عهدها متزوجة من أمير مدينة “أغمات” وهو ” لقوطة بن يوسف “، فلما حاصر المرابطين تلك حاول الهرب وطلب من “زينب” أن تهرب معه ، ولكنها رفضت وتركها ، وفي خلال هروبه تعقله المرابطين فقتلوه .
ومما يستطاب من حديثها النسوي الفلسفي ما حكاه ابن الأثير في كامله، تلك المناظرة الشهيرة التي دارت بين وبين الأمير أبي بكر بن عمر اللمتوني حين عيرها بقتل زوجها فردت عليه قائلة : الحمد لله على كل حال ولكن أتفرح بمقتل رجلاً مات على ضلالة فانقطعت بموته الآمال من توبته وصلاحه .. خطاة أم هداة! .. فرد عليها اللمتوني فقال : دعوناه فأبي ثم قضي الله فيه ، ولكن ألا تخفين وجهك ياامرأة ، فردت عليه قائلة: لست من أصحابك الملثمين ونسائهم تكشف دون رجالهم ، فرد عليها اللمتوني : ومع ذلك ؟.. فردت عليه زينب : أهو أمر مفروض؟ .. فإني لا أري نساء أغمات قد حجبن وجهوهن بعد تمكنكم .. فرد اللمتوني: ليس مفروضاً في مذهبي.. فردت عليه زينب : فلما تدعوني إلى ما لم تدعو إليه غيري .. فرد عليها اللمتوني: ليست النساء سواء .. فرد زينب: فيما؟ .. فرد اللمتوني: ما أكثر جدالكِ ياامرأة.. فترد زينب : استفتي الفقيه في الدين فيسميه جدالاً !.. أليس في القرآن الكريم سورة المجادلة ” قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها” .. الله.. الله أيها الفقيه .. سمع قول المجادلة وأجابها بقرآن تتعبد به .. أفلا تجيبني أنت!.. فرد اللمتوني: ليست النساء سواء فيما أعطاهن الله .. فمن كان لها مثل الذي (أعني) .. تعلمين ما أعني! (فيجب عليها أن تستر وجهها درءً للفتنة ) .. فردت زينب : ولما لا يغض الرجال أبصارهم وكفي ! .. فرد اللمتوني: وكيف يغضون أبصارهم وأنت تحدثينهم؟ .. لقد قلت قولي؟.. فما الذي أقدمكي علينا وقد قتل زوجك ؟ .. فردت عليه : هذه بلدي ؟ .. وما كنت لأخرج لو أنه أرغمني؟ .. فرد اللمتوني: هل كنتِ تتخلفين عنه وقد كان زوجك؟ ..فردت زينب: أتخلف عن الباطل وأمكث في الحق ..فرد اللمتوني: إذن فلم تكوني عند رأيه ومذهبه ؟ .. فرد زينب: أنا امرأة قارئه .. وأميز الحق من الباطل!.. ولي رأي في نفسي! .. ولا أطيع مخلوقاً في معصية الخالق ولو كان زوجي.. فرد اللمتوني: لا ضغينة إذن؟ .. فردت زينب : لا آسي على ما فات ولا أفرح بما هو آت !.. فرد اللمتوني : تا الله إنكِ امرأة ذات عقل ؟.. فردت زينب : هل تبايع النساء كما تبايع الرجال أيها الفقيه ؟ .. فرد اللمتوني: كن يبايع أزواجهن وهن تبعاً له ؟ .. فردت زينب : ولكن الله جعل لهن ذمة مستقلة فإذا كان يوم القيامة حُوسبت الواحدة منهن فرداً لا جماع مع زوجها وولدها ؟ .. فرد اللمتوني: صدقتِ ؟ .. فردت زينب : ومن يبلغ المرأة وهو يأخذ منها العهد إن لم يكن لها زوج ؟ .. فرد اللمتوني: قد بلغتيِ حجتكِ؟ .. فردت زينب: إذن أبايعك على السمع والطاعة وفي المنشط والمكره؟ .. فرد اللمتوني: أما السمع والطاعة فنعم؟ .. وأما المنشط والمكره فهما من شأن الرجال الذين يشتغلون بأعمال ولي الأمر ، ولكن رضينا بذلك إذا تزوجتيني حيث امرأة في عقلك وجمالك لا ينبغي أن تكون بلا زوج؟ .. فردت زينب: ألست ولي الأمر ؟ .. فرد اللمتوني: تُستأمر المرأة في مثل حالك؟ .. فردت زينب : الجمل ومن عليه لله ورسوله ولرأي ولي الأمر .
وعقب ذلك تروجت زينب بالأمير أبي بكر بن عمر اللمتوني ، حيث يذكر الناصري في كتابه ” الاستقصا” :”كان الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني قد تزوج زينب بنت إسحاق النفزاوية وكانت بارعة الجمال والحسن وكانت مع ذلك حازمة لبيبة ذات عقل رصين ورأي متين ومعرفة بإدارة الأمور حتى كان يقال لها الساحرة”.
وبعد مرور سبع سنوات من زواج زينب ، عزم الأمير أبو بكر بن عمر على الخروج للصحراء ليصلح أمرها فطلق النفزاوية، وقال لها عند فراقه “يا زينب إني ذاهب إلى الصحراء وأنت امرأة جميلة بضة لا طاقة لك على حرارتها، وإني مطلقك فإذا انقضت عدتك فانكحي ابن عمي يوسف بن تاشفين فهو خليفتي على بلاد المغرب” (من كتاب الاستقصا).
ولكن قبل أن يتوجّه الأمير أبو بكر إلى الصحراء ترك أمر بلاد المغرب إلى ابن عمه يوسف بن تاشفين، ونصحه بالزواج من زينب ، وعندما عرض الأمر عليها أن تتزوج من يوسف بن تاشفين حسب كتاب “الاستقصا” للناصري قال: “يا زينب، إني ذاهب إلى الصحراء، وأنت امرأة جميلة لا طاقة لك على حرارتها، وإني مطلقك، فإذا انقضت عدتك، انكحي ابن عمي يوسف بن تاشفين؛ فهو خليفتي على بلاد المغرب”.
فردت عليه قائلة تجادله: كنت تريدني أن ألطم خدودي ,أندب وأولول ، في أمر أنت اخترته وقضيت فيه ، وإن قلت لك ، كما أنت لي ، فلماذا أراك تفعل ما تتوقعه مني ، فإني وإياك على الوِطاء نفسه ، لا تفارقني حتى أفارقك ، ألم أقل لك من قبل حين دعوتني للزواج منك، لا آسي على ما فات ، ولا أفرح بما هو آت ، وأنا إمرأة حرة ذات رأي ، وقد شهدت مقاتل الرجال ، وتقلب الأحوال في الأمور العظيمة ، حتى عهدت إلى نفسي أن أقُبل على ما يقبل عليه ، وأُدبر عما يدبر عني ،ورأيت صبر الرجال على ما تزل له النساء، تطلقون ،ولا نطلق ، وإذا فارقوا لم يأبهوا ولم ينظروا ورائهم ، وإذا فُرقنا قتلنا أنفسنا بالحسرات ، فأخذت على نفسي ، أن أكون كفئهم، يسعني ما يسعهم ، وقد استوينا عند الله في التكاليف وفي المآل ، فنستوي في الذمم والأحوال ، ومن سواك بنفسه ، فما ظلمك ، امضي ما أنت ماضٍ فيه، فما عليَ إلا السمع والطاعة لك ، والمغرم والمكره ليوسف بن تاشفين.