بقلم : المستشار أشرف عمر
مصر لأول مرة منذ عهد محمد علي تشهد تخطيط منظم واليه متدرجة لبناء دوله حديثة في كل شيء
بعد أن فقدت مصر مقومات الدولة وأصبح كل شيء فيها عرضه للانهيار الاقتصادي والإنتاجي والبنية التحتية والفوقية
ولذلك أنقذها الله بقيام ثورتي ٢٥ يناير و ٣٠ يونيو فكل شيء في مصر كان متوقفا تماما ولا يوجد تخطيط أو اقتحام لأي شيء
سوي تسويق إعلامي كان الهدف منه الدعايه و توجيه أموال مصر لأمرين لا ثالث لهما الأول كرواتب للموظفين. والثاني دعم الخبز وبعض المنتجات الأساسية الاخري بهدف إرضاء المواطنين وثبات الأوضاع اليومية وتأجيل إتخاذ قرارات لمعالجة الأوضاع الإقتصادية وأصبح الإعتماد علي الاستيراد وأن تظل الأمور سارية وثابتة كما هي حتى وصل كل شيء في مصر إلي حد ما قبل الانهيار بسبب عدم وجود تنمية حقيقية ورؤيا إقتصادية تخرج مصر من وضعها الإقتصادي الاستهلاكي
حتى جاء الرئيس السيسي كصاحب رؤيا وصاحب أقوي قرارات صدرت لمصلحه الدولة المصرية وأهمها على الإطلاق اقتحام كل الملفات الضرورية والحساسة ومنها رفع الدعم عن العملة الأجنبية. وتحريرها. وإعادة تنظيم مرافق الدولة وتنظيم. صرف الدعم النقدي والعيني. وبناء دوله جديدة في الصحراء و مدن صناعية وبناء إقتصاد حقيقي وغير عشوائي ونشجيع الإستثمار
وعندما تنظر إلي كل هذه الأمور ستجد أنك أمام منعطف صعب جدا لان بناء الدول ليس بالأمر اليسير والسهل خاصة إذا كانت القاعدة العريضه أمية وعشوائية ومستهلكة وغير منتجة وان العبور الإقتصادي الحقيقي يحتاج إلي تنمية حقيقية وقرارات مؤلمة وبطيئة النتائج
لذلك فان الدولة وبزعم التحديات الداخلية والخارجية الصعبه أصبحت تخطط لكل شيء الآن و تتخذ قرارات جريئة الهدف منها تضميد جراح إقتصاد مصر المنهار وإعادة بناء مصر المنتجة مرة أخري وليست المستوردة
مصر الآن تسير بشكل مخطط له جيدا كما هو بين من القرارات التي تتخذ ومنها إعادة النظر في الدعوم التي تقدم للمواطنين ومازال الأمر يحتاج إلي قرارات أخري كثيرة لتنظيم الإقتصاد المصري
وأهمها على الإطلاق أن يكون هناك مبادرة شاملة للحرب على الفساد وهيكله الجهاز الإداري في الدولة وخصخصته وتحويلة من مشغل للإقتصاد إلي التنظيم والرقابة وإعادة النظر في المخرجات التعليمية
ما يتخذه الرئيس السيسي الآن من قرارات سياسية واقتصادية هي إجراءات تنظيمية مهمه وضرورية وبفكرواعي لما يحدث حوله في المنطقه ولما تعاني منه مصر واقتصادها من تحديات بما افقد مصر الكثير من الريادة اقليميا
وقد لا يقبل ذلك خصوم مصر السياسين وبعض ضعاف النفوس ومحدودي الفكر والفهم وأصحاب المصالح وهذا في حد ذاته عدوان علي مصر لأن الإختلاف في الرؤي وشخصنتها أمر خطير يهدد التنمية في أي بلد
وينبغي علي الإعلام المصري العمل علي شرح ما تقوم به الدولة المصرية بموضوعيه وعدم إعطاء الفرصة لضعاف النفوس لاجتزاء الحقائق وتفصيلها على هواهم السياسي
مصر تعيد تنظيم نفسها مرة أخري ومازالت الامور فيها تحديات ليست بالسهلة
وقد تضطر معها إلي الاستدانة من أجل البناء بعد أن سيطرت العشوائية وعدم التخطيط على كل شيء في مصر ولذلك ما زال أمام الدولة الكثير لترميم اقتصادها وبناؤها حتى يستطيع المصريين أن يجنوا ثماره