الشرقية / عبير سعيد
في مشهد مؤلم هز مشاعر أهالي قرية “سندنهور” التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، توفي الشاب أحمد ماهر بعد ساعات قليلة من وفاة شقيقه الأكبر محمد ماهر، في حادثة أليمة تجسّد أسمى معاني الإخلاص والإرتباط الأخوي.
وكان “محمد ماهر” قد توفي في ساعة متأخرة من مساء أمس، بعد وعكة صحية مفاجئة، لتعم حالة من الحزن أرجاء القرية. لكن ما لم يكن في الحسبان، هو أن شقيقه الأصغر “أحمد” لم يتحمل فراقه، وانهار حزناً على جثمانه، رافضاً الإبتعاد عنه أو تقبل فكرة رحيله.
وبحسب روايات الأهالي، فقد شوهد “أحمد” وهو يحتضن جسد شقيقه ويبكي بحرقة، مرددًا كلمات توجع القلوب :
“مقدرش أعيش من غيرك يا محمد”. وبعد ساعات قليلة فقط، لفظ أحمد أنفاسه الأخيرة، وسط ذهول الجميع.
وأكد بعض المقربين من العائلة أن الشقيقين كانت تربطهما علاقة قوية واستثنائية، واعتادا على الظهور معًا في كل المناسبات، حيث كان “أحمد” يعتبر “محمد” بمثابة الأب والصديق والقدوة.
وقد تم تشييع جثمان الشقيقين في جنازة مهيبة حضرها المئات من أبناء القرية والقرى المجاورة، وسط دموع الأهالي ودعواتهم لهما بالرحمة والمغفرة. وتم فتح بيت العزاء للشقيقين في منزل العائلة، حيث استقبل ذووهم المعزّين وسط حالة من الصدمة والحزن العميق.
وتحوّل الحديث في قرية سندنهور إلى قصة الشقيقين التي وصفها الأهالي بأنها “نادرة في هذا الزمان”، مؤكدين أن الحب الصادق لا تفرّقه الحياة، ولا حتى الموت.
