الدكروري يكتب عن الشريعة الإسلامية في معاملة الحيوان


بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله ونستغفر الله العظيم ونتوب إليه فإن هناك ألفاظ للاستغفار وردت عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ينبغي للمسلم أن يقولها منهان قوله صلى الله عليه وسلم “رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم” وقوله “أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه” وقال صلى الله عليه وسلم “سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة” رواه البخاري.

ولقد حرّمت الشريعة الإسلامية التلهي بقتل الحيوان كالصيد للتسلية لا للمنفعة واتخاذه هدفا للتعليم على الإصابة ونهى الإسلام، عن كي الحيوانات بالنار في وجوهها للوشم أو تحريشها ببعضها بقصد اللهو وأنكر العبث، بأعشاش الطيور وحرق قرى النمل ومن الرحمة بالحيوان والطير في هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز تعذيبها ولا تجويعها، أو تكليفها ما لا تطيق، ولا اتخاذها هدفا يرمى إليه، بل وتحريم لعنها، وهو أمر لم ترقي إليه البشرية في أي وقت من الأوقات، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحُمرة فجعلت تفرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم.

فقال ” من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها ” رواه أبو داود، واصطاد بعض اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم غزالة في البرية وجاؤوا بها الي المدينة وربطوها الي جانب بيوتهم كي يذبحوها في اليوم التالي، بقيت الغزالة حزينة لا تدري ما يفعل بها وتتمنى أن تفلت من هذا الأسر لتذهب إلى ولدين لها صغيرين فترضعهما وتطمئن عليهما مرت الدقائق والساعات بطينة متثاقلة، قلبها يخفق وعيونها تدمع، تدفع نفسها لعل هذا الحبل ينقطع فتنطلق مسرعة إلى صغيريها، ولكن هيهات لا أحد يدري بحالها ولا يعبأ، وفجأة أطل رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفته واندفعت نحوه لكن الحبل منعها، ولما اقترب رسول الله صلى الله عليه وسلم منها شكت إليه قائلة يا رسول الله إن لي خشفين صغيرين ولدين.

في البرية جائعين، أرجوك يا رسول الله أن تستأذن صاحبي لي فأذهب حتى أرضع صغيري وأعود إلى مكاني، ففهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام الغزالة المربوطة، وسأل عن صاحبها، فجاء الرجل حالا فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفك قيدها كي تذهب إلى ولديها فترضعهما ثم تعود إليه، فقال الرجل ومن يضمن لي أنها ستعود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنا أضمن لك ذلك ” فحل الرجل رباطها حالا، فانطلقت تعدو إلى كناسها أي بيتها، فوجدت خشفيها حزينين جائعين فأرضعتهما واطمأنت عليهما، ثم عادت أدراجها إلى المدينة، فوقفت بجانب الحبل فربطها صاحبها متعجبا من صنيعها، وما هي إلا لحظات حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى.

فراها مربوطة فسأل صاحبها أن يبيعها له، فقال بل أهبها لك يا رسول الله، فأخذها الرسول صلى الله عليه وسلم وأطلقها، رحمة بها ويصغارها، فانطلقت تعدو إلى صغارها شاكرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤوف الرحيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.