بقلم / عاشور كرم
يقول الله تعالي ،((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا ))
فالطُّمَأْنِينَة لغة الثقة وعدم القلق وطمأنينة النفس راحتها وسكونها وثباتها والطمأنينة أعم من السعادة فالسعادة ترتبط بالمسرات والطمأنينة ترتبط بالقناعات والسلوكيات فالسعادة مؤقتة والطمأنينة دائمة والطمأنينة هي الحياة الحقيقة السعيدة التي ينشدها كل الناس ولكن لا يهتدون إليها والسعادة غاية كل إنسان في هذه الحياة والطمأنينة هي العامل الأهم في تحصيل تلك السعادة والركن الأبرز من أركان الحياة الهانئة الرغدة والطمأنينة: زيادة سكون القلب وذلك بحصول العلم اليقين الناشئ عن الرؤية فالخليل إبراهيم عليه السلام مؤمن بالله، ولا يريد أن يرى ليؤمن بل ليزداد يقينا ويسكن فكره وخاطره بذلك اليقين فلا يحتاج إلى معاودة الاستدلال ودفع الشبه عن القلب والطمأنينة أقوى من الأمن يتضح ذلك في وصف القرية بأنها ((كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً))
وَقَالُواْ ((الْحَمْدُ للّهِ الّذِيَ أَذْهَبَ عَنّا الْحَزَنَ إِنّ رَبّنَا لَغَفُورٌ شكور)) فمن آمن بالله حق الإيمان وعرفه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى عرف ربا كريما وإلاها عظيما رحيما بالعباد لطيفا بالخلق قريبا ممن دعاه مجيبا للسائلين عليما بالخفايا
يقول عليه الصلاة والسلام ذاق طعم الإيمان كل من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبياورسولا
إن ألذ ما في الحياة هو الإيمان بالله تعالى وهو الأساس في حلول الطمأنينة في القلب والسكينة في النفوس ولكن المؤمنين تتفاوت درجة إيمانهم وأرفعهم درجة من امتلأ قلبه رضا بربوبية الله تعالى
وأخيرا اختتم حديثي بأن
ديننا الإسلامي كفيل بتبديل الشقاء إلى سعادة والضنك إلى الحياة الطيبة فلقد بين الله تعالى هذه الحقيقة للأبوين الكريمين آباء البشر جميعا مؤمنهم وكافرهم بقوله تعالى : ((قال اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسى))