بقلم / عاشور كرم
الإسلامي ومنهج إشباع حاجات الفرد
إن الدين الإسلامي كبير عظيم في أحكامه، يهتم بأمور الأحياء ويسعى لإقامة عالم مملوء بالمحبة والسعادة والخير للإنسانية
فالإشباع يعتمد على مبدأ الوسطية والاعتدال فلا تقطير ولا إسراف ولا حرّية مطلقة وفوضى ولا تسلّط وتشدّد وإنّما وسطية في كل الأمور الحياتية واعتدال في كلّ شيء
و يسعى الإسلام لتحقيق الإشباع وعدم الحرمان ولكن الإشباع الحلال والمشروع والمقيّد بقيود النظام والشرع للصالح العام دون الإشباع الحرام مع إرجاع إشباع الدوافع لحين تمكّن الفرد من الإشباع الحلال كما هو الحال في حالة الإشباع الجنسي مثلاً عن طريق الزواج
والمنهج الإسلامي يقوم في الإشباع على أساس التنظيم والضبط ووضع القيود والقواعد التي تجعل عملية الإشباع مفيدة ونافعة للفرد وللمجتمع كما يوجه الاهتمام الأكبر إلى إشباع الحاجات الروحية والخلقية والاجتماعية والنفسية في الإنسان وهي أكثر أهمية في الحاجات المادّية
كما يتخذ الإشباع في المدرسة الإسلامية شكلاً متكاملاً بحيث تشبع جميع حاجات الإنسان ودوافعه والذي يؤدي إلى أن ينشأ المسلم بشخصية متكاملة روحية وخلقية واجتماعية وعقليةونفسية وعلمية ومهنية فالمواطن المسلم مواطن متكامل في شخصيته لا تطغى عليه المادّة والحرمان والرهبانية ومع الدعوة للإشباع والأكل والشرب من خيرات الله ومن طيبات الرزق إلّا أنّ الإسلام يهتم بتربية المواطن على أساس من الزهد في متاع الدنيا وشهواتها وملذاتها وسلطانها وجاهها
فإن الدنيا زائلة فانية وليست الحياة الدنيا سوى رحلة عابرة الهدف منها العمل الصالح الذي يقوم به ويوجهه إلى التمتع الأبدي والأزلي بالحياة الآخرة والجنّة وما فيها من خيرات ونِعَم
وأخيرا اختتم حديثي بأن
الحياة الدنيا وما فيها من إشباع ليست هدفاً في حد ذاتها وإنّما هي وسيلة لغاية أكثر يسمواً فيها الفردللآخرة والعمل لاكتساب رضاء الله تعالى ولذلك تقضي هذه الفلسفة التربوية في الإسلام على نزعات عبودية المادّة والتكالب على جمع المال والثراء الفاحش تلك النزعات التي تتفشى اليوم كذلك الحد من الشره في تناول الطعام والشراب والاكتفاء بالمعتدل منهما إذ الغاية هي العمل الصالح وعبادة الله سبحانه وتعالى