كتبت / عبير سعيد
وضعت قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان شروطآ لإنهاء صراعها مع جيش البلاد .. وتقول قوات الدعم السريع إنها تريد حلاً سلميًا والعودة إلى الحكومة المدنية ..
وقال قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو، في بيان، إن جماعته مستعدة لحل الصراع مع القوات المسلحة السودانية سلميا، بتسوية تؤدي إلى الحكم المدني ..

وقال دقلو إنه يريد محادثات تشمل الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، وتهدف إلى إعادة هيكلة الجيش الوطني السوداني، ومعالجة الأسباب الجذرية لحروب السودان ..
وقالت هالة الكارب، المدير الإقليمي للمبادرة الإستراتيجية للمرأة في القرن الأفريقي، إن تعليقات دقلو هي للاستعراض جزئيًا على الأقل ..
وأضافت “إنها محاولة مناشدة المجتمع الدولي والأطراف الإقليمية .. يعتقدون أن بإمكانهم غسل جرائمهم وما فعلوه بمجرد الظهور وقول ذلك” .. “لكن المظالم كثيرة للغاية، ومستوى العنف الذي يحدث في السودان .. منذ 15 أبريل، كما تعلمون، إنه تاريخي” ..
وقال كاريب إن قوات الدعم السريع وغيرها من المتورطين في أعمال العنف والانتهاكات والفظائع الأخيرة يجب أن يعاقبوا على جرائمهم ..
وأضافت : “بدون تنازلات جدية من جانب قوات الدعم السريع، ودون قبول المسؤولية عن جرائمهم وقبول آليات العدالة والكشف عن ذلك .. حتى لو تم التوقيع على إتفاق، فسيكون ذلك بمثابة وصفة لدورة أخرى من العنف” ..
وتأتي رؤية قوات الدعم السريع لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من أربعة أشهر من خلال تسوية تفاوضية، في الوقت الذي زار فيه الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد المجلس السيادي والقوات المسلحة السودانية، مدينة بورتسودان الساحلية يوم الأحد، حيث التقى الحكومة .. الممثلين ومسؤولي الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الذين أقاموا قاعدة إنسانية ..
وقال الدكتور إدغار جيثوا، المحاضر في جامعة الولايات المتحدة الدولية وجامعة ستراثمور المتخصصة في العلاقات الدولية والسلام والصراع .. إن ظهور البرهان في العلن هو علامة على خوفه من التهميش في مستقبل البلاد ..
وقال غيثوا عن البرهان : “إنه يحاول أيضًا الحصول على القبول وبناء الثقة ليس فقط لنفسه ولكن أيضًا للمجتمع الدولي” .. “ولدي شعور بأن هذا الصراع في السودان يقترب من نقطة حيث بدأ يدرك أنه كلما طال أمده، كلما طالت فترة عزلته دوليا. لذا، للمضي قدما، ستكون هناك مبادرات سنحاول بالتأكيد تجربتها .. وسيكون منفتحآ على المحادثات والمناقشات والمفاوضات من أجل تهدئة الوضع برمته في السودان ..
واندلع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل بعد فشل القادة المتنافسين في الاتفاق على كيفية قيادة البلاد إلى الحكم المدني .. واندلع صراع على السلطة بين البرهان ودقلو، المعروف أيضًا بإسم حميدتي …
أرسلت الأطراف المتحاربة مندوبين إلى جدة بالمملكة العربية السعودية في محاولة للتوصل إلى إتفاق، لكن المحادثات لم تنجح ..
وقال جيثوا إن نجاح المحادثات سيستغرق بعض الوقت.
وأضاف : “في نهاية المطاف، في مرحلة ما، سيتعين على البرهان ودقلو الوقوف أمام المجتمع الدولي والكاميرات للتصافح ودفن الأحقاد” .. وأضاف : “لكن في الوقت الحالي، إذا كان الممثلون هم من يفعلون ذلك، فليكن. لكنني أعلم أن البرهان لن يرغب في مقابلة دقلو في أي وقت قريب .. إنه يكرهه ويعتبره شخصًا صغيرًا جدًا وغير ثانوي بالنسبة له” ..
وقالت كاريب إن بلادها بحاجة إلى تسوية سلمية توقف الحرب والمعاناة ..
وقالت : “لا أعتقد أن البلاد قادرة على تحمل حلول قصيرة المدى بعد الآن لقد كنا في هذه الدورات من الحلول قصيرة المدى لفترة طويلة جدًا واتفاقيات فاشلة .. وكل إتفاق يفشل” .. “إنه يأخذنا إلى فظائع وأعمال عنف أسوأ من التي سبقتها.”
وأدى الصراع المستمر إلى إجبار أكثر من 4.6 مليون شخص على ترك منازلهم، وتقول الأمم المتحدة إن ستة ملايين شخص على شفا المجاعة.