العظة للأبناء والنصيحة لهم


بقلم / محمـــد الدكــروري

انظروا جميعا إلي ما وصلنا إليه اليوم في زمن النت والعولمة من تدني الأخلاق بل إنعدامها وإنعدام القيم والمبادي لدي الكثير من الناس إلا ما رحم الله من عباده، فيا أيها الأب الكريم، لا بد من عظة للأبناء ونصيحة لهم، ورسم الطريق الصالح ليسلكوه، وأن الأب ليس مجرد صندوق مالي يحصل من خلاله الأبناء على الأموال اللازمة لشراء احتياجاتهم ومتطلباتهم المعيشية، فالرجل لا يقتصر دوره على توفير النفقات فقط، وإنما يظل هو القدوة والنموذج الذي يحتذى فى البيت والحياة عموما، لذلك فهو له دور كبير في تنشئة وتوجيه الأبناء وإرشادهم، خاصة فى مراحل حياتهم الأولى، وأن عاطفة الأبوة ضرورية وإن اختلفت طبيعة العاطفة بين الطرفين الأب والأم.

بحكم التكوين الجسدى والنفسى للرجل الذي غالبا مايكون عقلانيا في التعامل مع أبنائه أكثر من المرأة التي تسيطر عليها العاطفة، وأن ما يشاع من أن تربية الأبناء تقع على عاتق الأم فقط اعتقاد خاطئ، فالمسؤولية مشتركة بين الزوجين، وتربية الأبناء ليست مهمة الأمهات، فحضور الآباء مهم جدا في حياة أبنائهم من كافة النواحي، خاصة فيما يتعلق بتنشئتهم الاجتماعية، وأنه يغفل الكثير من الآباء عن تخصيص وقت مناسب لقضائه مع أبنائهم وينشغلوا بأهميته جلب المال إلى الأهل والأبناء، ولكن هناك دور مهم يجب الحفاظ عليه وهو الإسهام في التنشئة النفسية والعاطفية للصغار، مما يجعلهم أكثر قدرة على النجاح والإبداع في حياتهم الشخصية والعملية.

ومما أفرزته تلك الوسائل بما فيها من سيل عارم من المعلومات والمعارف والصور والمقاطع، تأثيرها على عقليات الشباب والفتيات، فغلب عليهم التمرد والتفرد، والانعزالية والانطواء، وتثاقلوا الجلوس مع الأسرة، والتسخط من كل شيء، حتى أصبح إرضاء الوالدين لأولادهم من المهمات العسرة جدا، رغم ما يغمرونهم به من المال والهدايا وانتشرت أخلاق ليست سوية، وممارسات غير مرضية، يفرغونها في نكت سامجة تشعل الحروب بين الذكر والأنثى، أو بين الطالب والمعلم، أو بين مشجعي فريقين، أو نحو ذلك، ولا يقع حدث إلا وازدحمت مواقع التواصل ووسائله بمقاطع ساخرة، أو تعليقات لاذعة، وقعها على أصحابها أشد من وقع السياط الحارة.

ومن المُحزن أن ترى أحدهم خالدا إلى فراشه، مُتعبا يغالبه النوم، وقد تكاسل عن كثير من السنن التي قبل النوم من شدة تعبه، ولكنه يطل طلة على جهازه قبل النوم، فيرى محادثة فيرد على صاحبها، وتظل المحادثة حتى منتصف الليل أو بزوغ الفجر ولم يشعر بتعبه ونومه، فأمضى معها الساعات، وقد بخل على ربه بركعات، وعلى نفسه بدعوات، فاحرصوا أيها الآباء علي أبنائكم وقوموا بتربيتهم تربية إسلامية ترضي الله ورسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.