بقلم / عاشور كرم
في هذه الأيام يعيش العالم الإسلامي والغربي ضجة اصطنعتها أيد تهدف إلى تكريس الاضطراب والقلاقل بين دول العالم وتبتغي أن تجتث السلام من على تراب الكون بالرغم من أن جميع الأديان السماوية مصدرها إلهي واحد إلا أن معتنقيها يتخاصمون فيما بينهم وذلك تبع فهم كل شخص لدينه ويتحاربون في جبهات متضادة حيث تسيل دمائهم فيموت البعض ويجرح آخرون وإذا كانت جروح الجسد تندمل وتختفي إلا أن جرح النفس يبقى ملتهبا طوال سنوات وقد يمتد إرثه لأجيال وأجيال من الأجداد والآباء والعيب ليس في الأديان فهي سامية المبادئ وسماوية العطاء ولكن فهم الدين أولا والتعامل مع الدين الآخر هو السبب ولو أن كل شخص فهم دينه بالشكل الصحيح والتزم بعدم التدخل في شئون الدين الآخر لسارت البشرية في أمن وسلام
فهل استفادت الدانمرك بالرسوم المسيئة إلى النبي صلي الله عليه وسلم ؟ وهل نستطيع أن نطفئ النار التي أشعلها البوذيين ضد مسلمي ميانمار في الوقت التي لا تزال فيه النار ملتهبة في الهند بين المسلمين والهندوس؟ وما زالت تشتعل المعارك الأهلية في لبنان بسبب ازدراء الأديان؟ وكذلك الحال في الصومال وغيرها في العديد من الدول؟ فجميع الأديان السماوية خالية من الشوائب وجميعها تنبذ العنف وتدين الطائفية والالتزام الصحيح بهذه الأديان لا يفرز تعصبا ولا إرهابا ولكن الذل المتواصل والكرامة المهانة لأي أمة من الأمم (أيا كانت ديانتها) تفرز ذلك بل تؤدي إلى انهيار الأمة فعندها تصبح معتقداتها الدينية مجرد تكوينات عصابوية وطائفية ولو قرأنا الكتب المقدسة (جميعها) ودون استثناء وجدنا أن جميعها تتحد في كل شيء في شئون الخلق والخليقة وتأمر بالفضيلة وتنهي عن الرذيلة في كل شيء وعندها نتأكد أن الصراع بين الأمم والمواجهات بين أمة وأخرى ليست بسبب الأديان واعتناقها بل هناك المصالح الشخصية للناس والسلوك السيئ لبعض الدول والطمع والجشع الدنيوي هو ما أذكى نار هذه المعارك وأشعل فتيل هذه المواجهات الدامية بين البشر فالصليبيون نشروا الدمار والتدمير في الأرض تحت ذريعة مبادئ الدين المسيحي وتحرير القدس من العرب المسلمين والخلافات الإسلامية التي جاءت بعد الخلافة الراشدية استباحت دماء الناس دفاعا عن بيضة الإسلام وتوالى تأسيس المنظمات التي تدين ظلما وعدوانا باسم الإسلام وتمارس القتل وسفك الدماء باسم الإسلام وباسم مبادئ حقوق الإنسان
وهذا العداء بين المسلمين فتح الباب لدخول الغرب إذ وجد ضالته بين هذه الجموع المتنافرة فبالأمس كانت هذه الجموع المتنافرة متحدة قوية استطاعت بفتوحاتها ألتاريخية أن تقود العالم ولكن شيئا فشيئا فقدت هذه الجموع قوتها وبدأت تنهار تدريجيا وبدأت علومها وفنونها وآدابها تتسلل إلى خارج حدودها فأصبح رعايا الدولة الإسلامية بالأمس غزاة للدولة الإسلامية اليوم وأخذوا يبيعوننا السلاح والعتاد لتحقيق سياستهم وديمقراطيتهم ولحماية أمنهم وتنمية اقتصادهم وكانت العلاقة بين الإسلام والغرب علاقة وطيدة وإنسانية لكن غيرها اهتمام الغرب بمصالحه وتعزيزها وهجرة الإسلام من مصالحهم وتدميرها
ولم يستفد المسلمين من إسلامهم شيئا سوى جانب العبادات ولم يتنورا بحركتهم النهضوية والحضارية سوى تفرقهم فرقا ومذاهب وكلما أراد البعض من المسلمين الاتحاد وجد منهم من ينشق للفرقة
وأخيرا اختتم حديثي بأنه
اليوم ومن فترة وجيزة يعيش الإخوة في فلسطين وغزة إلي اجتياح لغزو تتاري صليبي من العصابات الصهيونية علي قطاع غزة المحتل تدق أحيائها ليذهب ضحية غزوهم الغاشم الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ العزل دون رحمة وهذا ليس بجديد علي الصهاينة اليهود ناقضي العهود والمواثيق وأين نحن الآن
ولكن وعد الله قريب فقال تعالى: (( وَقَضَيْنَا إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ( 4 )فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا( 5 )ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ))