بقلم / عاشور كرم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “قال الله تعالى : يؤذيني ابن آدم يسبّ الدّهر وأنا الدّهر أقلّب الليل والنهار وفي رواية: ((لا تسبّوا الدّهر فإنّ الله هو الدّهر)) قال البغوي رحمه الله
((إن العرب كان من شأنها ذمّ الدّهر وسبّه عند النوازل لأنهم كانوا ينسبون إليه ما يصيبهم من المصائب والمكاره فيقولون : أصابتهم قوارع الدّهر وأبادهم الدّهر فإذا أضافوا إلى الدّهر ما نالهم من الشّدائد سبّوا فاعلها فكان مرجع سبّها إلى الله عز وجل إذ هو الفاعل في الحقيقة للأمور التي يصفونها فنهوا عن سبّ الدّهر
وقد قال نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الدهر هو الزمان ومعنى لا تسبُّوا الدهر لأنَّ الدهر ليس عنده تصرُّفٌ المتصرف في الدهر هو الله وحده ولهذا قال ﷺ: لا تسبُّوا الدهر فإنَّ الله هو الدهر يُقلِّب ليلَه ونهارَه يعني: هو المتصرف فيه سبحانه وتعالى.
والدهر هو الزمان كانوا في الجاهلية يقولون: ما يُهلكنا إلا الدهر فأنكر الله عليهم ذلك فالدهر هو الزمان لا يُسبُّ لأن سبَّه سبٌّ لما لا يستحق السبَّ ليس في يده تصرُّفٌ المتصرف هو الله وحده هو الذي يُقلِّب الليلَ والنَّهار وينزل ماينزل
وأخيرا اختتم حديثي بأن
الله تعالي أقسم بالعصر والزمان لعظمته وأهميته فهو ظرف العمل ووعاؤه وهو سبب الربح والخسارة في الدنيا والآخرة وهو الحياة فما الحياة إلا هذه الدقائق والثواني التي نعيشها لحظة بلحظة ولهذا امتن الله به على عباده فقال: (( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ))