الدكروري يكتب عن عزل عمرو بن العاص عن مصر


بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن الصحابي الجليل والخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضى الله عنه، وقيل أن عثمان بن عفان عندما عز عمرو بن العاص عن مصر، فقد ذهب عمرو إليه، فكلمه فيما كان من أمره بنفس، وتقاولا في ذلك، وافتخر عمرو بن العاص بأبيه على أبي عثمان، وأنه كان أعز منه، فقال له عثمان دع هذا فإنه من أمر الجاهلية، وجعل عمرو بن العاص يؤلب الناس على عثمان بن عفان، وكان بمصر جماعة يبغضون عثمان ويتكلمون فيه بكلام قبيح على عثمان رضى الله عنه، وينقمون عليه في عزله جماعة من علية الصحابة، وتوليته من دونهم أو من لا يصلح عندهم للولاية، وكره أهل مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح بعد عمرو بن العاص.

واشتغل عبد الله بن سعد عنهم بقتال أهل المغرب وفتحه بلاد البربر والأندلس وإفريقية، ونشأ بمصر طائفة من أبناء الصحابة يؤلبون الناس على حربه والإنكار عليه، وكان عظم ذلك مسندا إلى محمد بن أبي بكر الصديق، ومحمد بن أبي حذيفة، حتى استنفرا نحوا من ستمائة راكب يذهبون إلى المدينة في صفة معتمرين في شهر رجب، لينكروا على عثمان، فساروا إليها تحت أربع رفاق، وأمر الجميع إلى أبي عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وعبد الرحمن بن عديس البلوي، وكنانة بن بشر التجيبي، وسودان بن حمران السكوني، وأقبل معهم محمد بن أبي بكر الصديق، وأقام بمصر محمد بن أبي حذيفة يؤلب الناس ويدافع عن هؤلاء، وكتب عبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى عثمان.

يعلمه بقدوم هؤلاء القوم إلى المدينة منكرين عليه في صفة معتمرين، فلما اقتربوا من المدينة أمر عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب أن يخرج إليهم، ليردهم إلى بلادهم قبل أن يدخلوا المدينة، فلما اقتربوا من المدينة أمر عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب أن يخرج إليهم، ليردهم إلى بلادهم قبل أن يدخلوا المدينة، ويقال بل ندب الناس إليهم فانتدب علي، رضي الله عنه، لذلك فبعثه وخرج معه جماعة الأشراف وأمره أن يأخذ معه عمار بن ياسر، فقال علي لعمار فأبى عمار أن يخرج معه، فبعث عثمان سعد بن أبي وقاص أن يذهب إلى عمار ليحرضه على الخروج مع علي إليهم، فأبى عمار كل الإباء، وامتنع أشد الامتناع، وكان متغضبا على عثمان بسبب تأديبه له على أمر.

وضربه إياه في ذلك، وذلك بسبب شتمه عباس بن عتبة بن أبي لهب، فأدبهما عثمان، فتآمر عمار عليه لذلك، وجعل يحرض الناس عليه، فنهاه سعد بن أبي وقاص عن ذلك ولامه عليه، فلم يقلع عنه، ولم يرجع ولم ينزع، فانطلق علي بن أبي طالب إليهم وهم بالجحفة، وكانوا يعظمونه ويبالغون في أمره، فردهم وأنبهم وشتمهم، فرجعوا على أنفسهم بالملامة، وقالوا هذا الذي تحاربون الأمير بسببه، وتحتجون عليه به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.