بقلم / محمــــد الدكـــروري
ومن زهده رضي الله عنه في الحياة الدنيا أنه كان لا يكاد يأكل إلا الخبز والزيت، نظر إليه هشام بن عبد الملك في الحج وقال له يا أبا عمر ما طعامك؟ قال الخبز والزيت، فقال هشام كيف تستطيع الخبز والزيت؟ قال أخمره فإذا اشتهيته أكلته، وعن سفيان بن عيينة قال دخل هشام بن عبد الملك الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله، فقال له يا سالم سلني حاجة، فقال له إني لأستحيي من الله أن أسأل في بيت الله غير الله، فلما خرج، خرج في أثره فقال له الآن قد خرجت، فسَلني حاجة، فقال له سالم حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ فقال بل من حوائج الدنيا، فقال له سالم ما سألت من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى سالم بن عبد الله يطلب أن يكتب إليه بشيء من رسائل عمر بن الخطاب.
فكتب أن يا عمر اذكر الملوك الذين تفقأت أعينهم الذين كانت لا تنقضي لذتهم، وانفقأت بطونهم التي كانوا لا يشبعون بها، وصاروا جيفا في الأرض وتحت أكنافها، أن لو كانت إلى جنب مسكين لتأذى بريحهم، وقيل أنه توفي سالم بن عبد الله في ذي الحجة سنة مائه وسته من الهجره، وصلى عليه الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وكان في طريق عودته من الحج، بالمدينة، ودُفن بالبقيع، وقد ترك سالم من الولد عمر وأبا بكر وأمهما أم الحكم بنت يزيد بن عبد قيس، وعبد الله وعاصم وجعفر وحفصة وفاطمة وعبد العزيز وعبدة وأمهاتهم أمهات ولد.