بقلم/ محمـــد الدكـــروري
كان فينا بعض الانكشاف من الناس، فجاء ثابت وقد تحنط ولبس كفنه، وقال ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ما عودتم أقرانكم، فقاتل حتى قتل، وكان فى طليعة المسلمين في شهيد الصفوف الأولى وقد استشهد ثابت بن قيس رحمه الله، يوم اليمامة في خلافة أبي بكر فى السنة الثانيه عشر هجرية، وأوصى بعد موته وجازت وصيته، فقد روي أنه بعد استشهاده مر به أحد المسلمين حديثي العهد بالإسلام، فأخذ درعه النفيسة ظنا منه أنها من حقه، وبينما أحد المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه، فقال له إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل من المسلمين فانتزع مني درعا نفيسة ومنزله في أقصى العسكر وعند منزله فرس يستن في طوله وقد أكفأ على الدرع برمة.
وجعل فوق البرمة رحلا، وائت خالد بن الوليد فليبعث إلى درعي فليأخذها، فإذا قدمت على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعلمه أن عليَّ من الدين كذا ولي من المال كذا وفلان من رقيقي عتيق، وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، قال فأتى القائد خالد بن الوليد فوجه إلى الدرع، فوجدها كما ذكر وقدم على أبي بكر الصديق فأخبره، فأنفذ أبو بكر الصديق رضى الله عنه، وصيته بعد موته، فكان لا يوجد أحدا جازت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس رضى الله عنه، وهكذا كان الصحابى ثابت بن شماس بن قيس وهو صحابي أنصاري خزرجي جليل أسلم بعد غزوة بدر.
وقد شهد جميع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، بعدها وأخي النبي بينه وبين عمار بن ياسر رضي الله عنهما وكان خطيبا مفوها وجهوري الصوت ، قواما بالكلمة الفاضلة، وقد منحه الله عز وجل لسانا قؤولا ، وقلبا عقولا، ولسانا بليغا، كما عُرف عنه حبه للشعر، والخطابة، والكتابة.