الدكروري يكتب عن الأسباط قصة لا تنتهي


بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر التاريخية أنه قيل عن أبناء يعقوب عليهم السلام إنهم كانوا حين فعلوا بنبى الله يوسف ما فعلوه صغار الأسنان، ولهذا لم يميزوا يوسف حين اجتمعوا به، ولهذا قالوا أرسله معنا غدا يرتع ويلعب” وإن ثبتت لهم نبوة، فبعد هذا الفعل، وأن لا شك أن الأنبياء عليهم السلام معصومون عن الكبائر والصغائر، وكل ما يشين المروءة قبل وبعد البعثة، وأن سائر ما صدر منهم لا يخرج إما أن يكون بسبب نسيان أوخطأ في اجتهاد، ولا يقرون على خطأ ولا نسيان أبدا، أما فيما يتعلق بإخوة يوسف عليه السلام، فالذي يظهر والله أعلم أن القول بنبوتهم له حظ من النظر، وتدل عليه اللغة، ولا يبعد كثيرا عن الحقيقة، وذلك لأن كلمة الأسباط تشمل الأحفاد المباشرين، بالأولى والأحرى وتشمل ذراريهم.

وأن من قال من المفسرين أن المراد بالأسباط الأحفاد فمن العسير تخطئته، وقال ابن منظور رحمه الله في مادة سبط، قال أبو العباس رضى الله عنهما سألت ابن الأعرابي ما معنى السبط في كلام العرب؟ قال السبط، والسبطان، والأسباط خاصة الأولاد، وقيل السبط واحد الأسباط وهو ولد الولد، ابن سيده السبط ولد الابن والابنة، وفي الحديث أن الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل الأسباط خاصة الأولاد، وقيل أولاد الأولاد، إلى أن قال والسبط من اليهود كالقبيلة من العرب، وهم الذين يرجعون إلى أب واحد، سمي سبطا ليفرق بين ولد إسماعيل وولد إسحاق، وأن إخوة يوسف فعلوا الذي فعلوا مع يوسف وهم صغار، غير مدركين، بدليل أنهم عندما اجتمعوا بنبى الله يوسف.

لم يعرفوه، وأن الدافع لهم على ذلك فرط غيرتهم من يوسف لتميزه عليهم، وأن كون الله سبحانه وتعالى لم يذكر شيئا من أمرهم ولا رسوله صلى الله عليه وسلم لا ينفي نبوتهم، لأن الرسل كثر، منهم من سمى الله، ومنهم من لم يسم فقال تعالى “منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك” وأيضا قولهم عندما اتهموا بسرقة صواع الملك “لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين” وإن الآية تدل على أنهم من المصلحين، ولا يبعد أن يكونوا من النبيين، وكذلك ندمهم على ما صدر منهم، وطلبهم من نبى الله يوسف وأبيهم أن يستغفروا لهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.