بقلم / محمـــد الدكـــروري
الأحد الموافق 4 فبراير 2024
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد إن الإيمان والأخوة الإيمانية لا تزول مع وجود القتال كغيره من الذنوب الكبار التي دون الشرك وعلى ذلك مذهب أهل السنة والجماعة، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ” ومن أصول أهل السنة لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر، كما يفعله الخوارج بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي ” والمرأة المجهولة الحال في بلد أكثر أهله مسلمون، غالب الظن أنها مسلمة فيجب الدفاع عنها وإذا قدر أنها كانت كافرة في نفس الأمر، فالأصل في تواجدها بين المسلمين أنها تتمتع بأمانهم.
إقرأ أيضاً :
الدكروري يكتب عن أعظم من جميع نعم الله عز وجل
وللمسلم أن يدافع عن الكافر المستأمن لأنه لا يجوز ظلمه، وقال النووي رحمه الله تعالى ” ويجوز لغير المصول عليه الدفع وله دفع مسلم صال على ذمي وأب صال على ابنه وسيد صال على عبده لأنهم معصومون مظلومون ” وقيّد بعض أهل العلم الوجوب بحال عدم خوف المدافع على نفسه، وقال الرملي رحمه الله تعالى ” والدفع عن غيره كهو، يعني كالدفع عن نفسه جوازا ووجوبا حيث أمن على نفسه ” والذي يعجز عن الدفع عن الغير بنفسه فعليه بذل وسعه في الاستعانة بالغير، واستصراخ الناس ونحو هذا مما يستطيعه، ويغلب على ظنه حصول المصلحة به، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض” رواه البخاري.
وإن المجاهد في سبيل الله كالصائم القائم القانت بآيات الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله، لا يفتر من صيام ولا صلاة، حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى” رواه البخاري ومسلم، وإن رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها” وعند الإمام مسلم ” لغدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها” رواه البخاري، وكما أنه لا تمس النار القدمين اللتين اغبرتا في سبيل الله تعالي، فعن أبي عبس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما اغبرّتا قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار” رواه البخاري.
وأنه لا يدخل مسلم قتل كافرا في النار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا” رواه مسلم، وكما أن الشهداء لا يصعقون من النفخ في الصّور، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي الله صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عليه السلام عن هذه الآية ” ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا ما شاء الله ” فسأل صلى الله عليه وسلم “مَن الذين لم يشأ الله أن يصعقهم؟ قال هم شهداء الله” وقد أفاد الحديث أن الشهداء هم المستثنون من الصعق في الآية، قال بذلك جماعة من العلماء، وعن سمرة قال، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم “رأيت الليلة رجلين أتياني، فصعدا بي الشجرة، فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل لم أري قط أحسن منها، قالا أمّا هذه الدار، فدار الشهداء” رواه البخاري.