إنحدار الأخلاق والتربية

بقلم / عاشور كرم

 

حقيقة من أمن العقاب أساء الأدب في زمان أهمل النشء وضاع التوجيه والإرشاد وطغت المادة وأفسدة عقول الشباب وغاب دور الأب والأم وضياع الرعاية لأبنائهم والكل انشغل بالدنيا وملذاتها وجمع المال ولكن الشريعة الإسلامية  أوجبت على الآباء والأمهات رعاية أبنائهم وهذه الرعاية تكون بحُسن تنشئتهم على محاسن الأخلاق والآداب الحسنة والاجتهاد في حمايتهم من التأثر السلبي في أخلاقهم وعاداتهم وتصرفاتهم وذلك بوضعهم تحت الرعاية الدائمة نصحا وتوجيها وتعديلا لسلوكهم ما يجعل الآباء على اتصال دائم بأبنائهم وكذلك بشغل الآباء والأمهات أوقات فراغ أبنائهم بكل ما هو مفيد والحرص على تخيّر صحبتهم فإنّ للصحبة والصداقة تأثيرا كبيرا على شخصية المرء فعن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده رضي الله عنهما عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنَّه قال: «مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ» والنِّحَل: العطايا والإحسان والهبة لذا وجب علي الأبوين أن يغرسوا في أبنائهم الخلق الكريم فتربية الأبناء على الآداب الحسنة خير لهم في الحال والمال ومن العطايا وفي ذلك يقول بن عمر رضي الله عنهما أنَّه قال: (أَدِّبِ ابْنَكَ فَإِنَّكَ مَسْؤُولٌ عَنْ وَلَدِكَ مَا عَلَّمْتَهُ؟ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ بِرِّكَ وَطَاعَتِهِ لَكَ ) لأن الأسرة هي المحضن الأول الذي يتربّى وينشأ فيه الأبناء والوالدان هما اللذان عليهما المعول في صلاحهم ووقايتهم من الانحراف وحفظهم من الضياع فواجب على الآباء والأمهات رعاية أبنائهم فعن بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا )فكان صلّى الله عليه وآله وسلّم يتعهَّد الأطفال بالتربية وغرس القيم الحسنة في نفوسهم فعن بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يوما فقال: (يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)

وأخيرا اختتم حديثي بأنه
عوض الله علينا في زمان ضاعت فيه التربية والأخلاق وانتشرت فيه البلطجة فعلي الأبوين العودة إلي الله وشرع الله وعليهما أن يحرصا في زرع محاسن الأخلاق منذ الصغر في أبنائهما فيه
(أَعْظم أَنْوَاع النعم على الْإِنسان هي نِعْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى وَيَتْلُوهَا نِعْمَةُ الْوَالِدَيْنِ لِأَنَّ الْمُؤَثِّرَ الْحَقِيقِيَّ فِي وُجُودِ الْإِنْسَانِ هُوَ اللهُ سُبْحَانَهُ، وَفِي الظَّاهِرِ هُوَ الْأَبَوَانِ ثُمَّ نِعَمُهُمَا عَلَى الْإِنْسَانِ عَظِيمَةٌ وَهِيَ نِعْمَةُ التَّرْبِيَةِ وَالشَّفَقَةِ وَالْحِفْظِ عَنِ الضَّيَاعِ،وَالْهَلَاكِ فِي وَقْتِ الصِّغَرِ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.