بقلم / د. ميساء علي دكدوك
سَأَبقَى كما أنا بخَافقٍ كريسْتاليٍّ
بفكرٍ مُثمرٍ فيروزيٍّ
وابتسامةٍ بوشاحٍ مبلولٍ بالنَّدى
سأبْقَى كما أنا بوجهٍ يعبقُ
بالشَّذى
ترشَحُ منه الآمالُ
يَفيضُ بأهازِيْجِ الماءِ
يُزهرُ منه قلمٌ
ينسجُ نجاحاتٍ سُندُسيَّةً
تعرِّشُ على نوافذ القلوب رفِيْفاً
مُتَلَأْلِئاً
لن أسمحَ لأصابعٍ صِيغَت من ملحٍ
تنحتُ جسدَ قصِيدي بأظافرَ جاهليّةٍ
لن أسمحَ لها أن تَنبُشَ أزهارَ
دمِي
سأبقى كما أنا
أُصغِي لصوتِ القادمِيْنَ
أُغلقُ أبوابَ التّشَتُّتِ في سماواتِ
اللّيلاسِ
سأبقَى كما أنا
أكداسَ أرواحٍ عاشقةٍ
أوقدُ جِمارَ العشقِ في شُرفاتِ
الأرواحِ المتَرَمِّدةِ
سأبقى كما أنا
سَحابةً تَرفُوْ هَوادِجُها بالفَرَحِ
وقوافلَ ليلاسٍ في فضاءاتِ
الأوردةِ
تَصحُو فوقَ نَهدِ الّليلاسِ
صباحاتٌ خضراءَ الوجناتِ
وحقائبَ مَطَرٍ تَحوِي نَدى المَوانِىء
أُربِّي بصمتٍ أسرابَ الإقدامِ
أشبهُ بيتَ أَبِيْ
كلَّما غَضِبَ أحدُهُم
كَسرَ نوافذَ الغَضبِ وأتانِي
سأَبقَى كما أنا
أمسحُ الغبارَ عن ذاكرتِي
أعيدُ ترتيبَ الكراسِي والكؤوسِ
أنتظرُ عودتهم
لأشربَ أفراحَ النَّهارِ معَهُم.