معمول لنا عمل

بقلم / عبير مدين

عودة إلى الملف الاقتصادي المصري وسلسلة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية
فقامت الحكومة المصرية بشق الطرق الجديدة وإنشاء العديد من الكباري لتخفيف الزحام، كما أنشأت العديد من المدن الجديدة فأصبح عندنا العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة كما جاهدت لندخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية ببناء البرج الأيقوني في العاصمة الإدارية
كما قامت بتصنيع أكبر نجفة في العالم بتكلفة 35 مليون جنيه لتعليقها في أكبر مسجد في العاصمة الإدارية وبنت أكبر كنيسة.
كما قامت الحكومة المصرية بإدخال المونوريل والذي يمثل يمثل نقلة حضارية كبيرة في وسائل النقل الجماعي، وتتسم هذه النوعية من وسائل النقل بأنها سريعة وعصرية وآمنة.
كل هذه المشروعات العملاقة استهلكت مبالغ مالية ضخمة
كذلك شجعت على إقامة المهرجانات السينمائية لتبدو مصر في صورة حضارية تجذب السياح فكان عندنا أيقونة المهرجانات السينمائية مهرجان الجونة بالغردقة.
كل هذه المساعي ومازال المواطن محدود الدخل يدفع فواتير الإصلاح الاقتصادي ويغرق أكثر وأكثر في الديون الشخصية و الدين العام.
الحقيقة أن الحكومة نجحت وبتفوق في تعميق الطبقية الاجتماعية في البلاد فأصبح عندنا مجتمع مصر القديمة بمعاناة أهله ومجتمع مصر الجديدة بحفلات العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة والحشود البشرية التي تحجز في مراسي.
أصبح عندنا تعليم الفقراء والجامعات الخاصة و الاهليه الأغنياء.
أصبح عندنا مجتمع راقي يعتلي سفينة تايتنك ومجتمع يختنق في القاع بجانب لهيب أفران الإصلاح الاقتصادي حتى تعوم السفينة.
ومع كل جهود الحكومة هذه لم تجذب الاستثمار الأجنبي كما كنا نحلم وكأننا معمول لنا عمل بعدم اقتراب المستثمرين الأجانب منا!. كل هذا والحكومة تفتش في جيب المواطن عن أي شيء لدعم خزانتها، ومع الأزمات الاقتصادية والسياسية العالمية أصبح كل هم الحكومة توفير السلع في الأسواق ولا ننكر أنها نجحت بالفعل لكن مسكين محدود الدخل لا يجد المال اللازم للشراء فجلس على مقاعد المتفرجين في انتظار ما تمن عليه به الحكومة من دعم يشبه نقطة في بحر احتياجاته.
أما آن الأوان أن تدرك الحكومة أن وقوفها ودعمها بجد المشروعات الصغيرة والمتوسطة قارب نجاة؟
إن دعم الدولة التصنيع وللحرف اليدوية وتشجيع تصديرها سوف يدر العملة الأجنبية كذلك تشجيع ودعم الفلاح سوف يحقق مزيد من النجاحات الخضر والفاكهة مطلوبة وبشدة في الخارج
و مازلت أؤكد على ضرورة الاهتمام بمستقبل الثروة السمكية والصناعات الغذائية القائمة عليها وفتح باب التصدير خاصة دول افريقيا الحبيسة فهي العمق الإستراتيجي لمصر.
الاعتماد على الغير في إقامة مشروعات استثمارية رهان غير مضمون في ظل المتغيرات الدولية الاهتمام بدعم الشباب و أبناء الوطن هو الأفضل حتى نتمكن من الصمود أمام ما هو قادم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.