قادة خلدها الإسلام (طارق بن زياد وحرق الأسطول الإسلامي)

بقلم / عاشور كرم

من الأمور التي كانت محل الجدل فيما يرتبط بتاريخ طارق بن زياد، مسألة حرقه للسفن التي عبر عليها للأندلس ليقطع طريق العودة على جنوده ويدفعهم للإستبسال في القتال أمام العدو وهي رواية محل شك نظرا لكونها لم تذكر في الروايات العربية إلا في كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للإدريسي الذي عاش بعد الفتح بنحو خمسة قرون وأيضا مسألة خطبته التي قالها قبل معركة وادي لكة والتي قال فيها: ((أيها الناس أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام على مائدة اللئام وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته وأقواته موفورة وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم ولم تنجزوا لكم أمرا ذهبت ريحكم وتعوَّضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم فدافعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن إن سمحتم لأنفسكم بالموت وإني لم أحذركم أمرا أنا عنه بنجوة ولا حملتكم على خطة أرخص متاع فيها النفوس إلا وأنا أبدأ بنفسي واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشقِ قليلا استمتعتم بالأرفه الألذ طويلا فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي فما حظكم فيه بأوفى من حظي وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عُربانا ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارا وأختانا ثقة منه بارتياحكم للطعان واستماحكم بمجالدة الأبطال والفرسان ليكون حظه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته وإظهار دينه بهذه الجزيرة وليكون مغنما خالصة لكم من دونه ومن دون المؤمنين سواكم والله الله ولى أنجادكم على ما يكون لكم ذكرا في الدارين
واعلموا أنني أول مجيب لما دعوتكم إليه وأني عند ملتقى الجمعين حامل نفسي على طاغية القوم لذريق فقاتله إن شاء الله فاحملوا معي فإن هلكت بعده فقد كفيتكم أمره ولم يعوزكم بطلب عاقد تسندون أموركم إليه وإن هلكت قبل وصولي إليه فاخلفوني في عزيمتي هذه واحملوا بأنفسكم عليه واكتفوا الهم من الاستيلاء على هذه الجزيرة بقتله فإنهم بعده يخذلون

وأخيرا اختتم حديثي بأن
طارق بن زياد بعد خطبته
ذكر جنوده بقوله تعالي :(( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.