بقلم / عاشور كرم
يوم الحب أو عيد الحب أو عيد العشاق أو يوم القديس فالنتين (بالإنجليزية: Valentine’s Day) هو احتفال مسيحي يحتفل به كثير من الناس في العالم في ١٤ فبراير حسب الكنيسة الغربية أو في ٦ يوليو حسب الكنيسة الشرقية من كل عام، حيث يحتفلون بذكرى القديس فالنتين ويحتفلون بالحب والعاطفة حيث يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقة معايدة أو إهداء الزهور وغيرها لأحبائهم وقد
حمل عيد الحب عدد من (الشهداء) المسيحيين الأوائل اسم فالنتين أما القديسان المسيحيان اللذان يجري تكريمهما في الرابع عشر من شهر فبراير فهما القديس فالنتين الذي كان يعيش في روما وكذلك القديس فالنتين الذي كان يعيش في مدينة تورني وكان القديس فالنتين الذي كان يعيش في روما قسيسا في تلك المدينة وقد قتل حوالي عام ٢٦٩ بعد الميلاد وتم دفنه قرب طريق (فيا فلامينا) ودفنت رفاته في كنيسة سانت براكسيد في روما
أما القديس فالنتين الذي كان يعيش في تورني فقد أصبح أسقفا لمدينة انترامنا (الاسم الحديث لمدينة تورني) تقريبا في عام ١٩٧ بعد الميلاد ويقال إنه قد قتل فترة الاضطهاد التي تعرض لها المسيحيون أثناء عهد الإمبراطور أوريليان وجرى دفنه أيضا قرب (فيا فلامينا) ولكن في مكان مختلف عن المكان الذي تم فيه دفن القديس فالنتين الذي كان يعيش في روماأما رفاته فقد تم دفنها في باسيليكا (كنيسة) القديس فالنتين في تورني أما الموسوعة التي تحمل اسم كاثوليك إنسايكلوبيديا فتتحدث أيضا عن قديس ثالث يحمل نفس الاسم وقد ورد ذكره في (سجل الشهداء والقديسين الخاص بالكنيسة الكاثوليكية) في الرابع عشر من شهر فبراير وقد قتل في أفريقيا مع عدد من رفاقه ولكن لا توجد أية معلومات أخرى معروفة عنه وفي عام ١٩٦٩ عندما تمت مراجعة التقويم الكاثوليكي الروماني للقديسين تم حذف يوم الاحتفال بعيد القديس فالنتين في الرابع عشر من شهر فبراير من التقويم الروماني العام وإضافته إلى تقويمات أخرى (محلية أو حتى قومية) لأنه (على الرغم من أن يوم الاحتفال بذكرى القديس فالنتين يعود إلى عهد بعيد فقد تم اعتماده ضمن تقويمات معينة فقط لأنه بخلاف اسم القديس فالنتين الذي تحمله هذه الذكرى لا توجد أية معلومات أخرى معروفة عن هذا القديس سوى دفنه بالقرب من طريق (فيا فلامينا) في الرابع عشر من شهر فبراير ولا يزال يتم الاحتفال بهذا العيد الديني في قرية بالتسان في جزيرة مالطا وهو المكان الذي يُقال إن رفات القديس قد وجدت فيه ويشاركهم في ذلك الكاثوليكيون المحافظون من جميع أنحاء العالم ممن يتبعون تقويما أقدم من ذلك التقويم الذي وضعه مجلس الفاتيكان الثاني
٨ م وقد قام بيد باقتباس أجزاء من السجلات التاريخية التي أرخت لحياة كلا القديسين الذين كانا يحملان اسم فالنتين وتعرض لذلك بالشرح الموجز في كتاب Legenda Aurea (الأسطورة الذهبية)ووفقا لرؤية بيد فقد تم اضطهاد القديس فالنتين بسبب إيمانه بالمسيحية وقام الإمبراطور الروماني كلوديس الثاني باستجوابه بنفسه ونال القديس فالنتين إعجاب كلوديس الذي دخل معه في مناقشة حاول فيها أن يقنعه بالتحول إلى الوثنية التي كان يؤمن بها الرومان لينجو بحياته ولكن القديس فالنتين رفض وحاول بدلا من ذلك أن يقنع كلوديس باعتناق المسيحية ولهذا السبب تم تنفيذ حكم الإعدام فيه وقبل تنفيذ حكم الإعدام قيل إنه قد قام بمعجزة شفاء ابنة سجانه الكفيفة
وأخيرا اختتم حديثي بأن
عيد الحب في العصور الحديثة قام ( لي ايريك شميدت) بتتبع التغيرات التاريخية التي طرأت على الاحتفال بعيد القديس فالنتين في الأربعينات من القرن التاسع عشر وقد كتب شميدت في مجلة Graham’s American Monthly في عام ١٨٤٩ عن هذه التغيرات قائلا (لقد أصبح يوم القديس فالنتين عطلة قومية في البلاد على الرغم من أنه لم يكن كذلك في الماضي )وقد تم إصدار بطاقات عيد الحب بأعداد كبيرة من الورق المزين بزخارف الدانتيل لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية وكانت استر هاولاند التي ولدت في عام ١٨٢٨ م وتوفيت في عام ١٩٠٤ م هي أول من أنتج هذه البطاقات وقام ببيعها بعد ذلك بوقت قصير في عام ١٨٤٧ م وقد كانت تعيش في مدينة ووستر في ولاية ماسشوسيتس وكان والد استر صاحب متجر كبير للكتب والأدوات المكتبية ولكنها استلهمت أفكارها من إحدى بطاقات عيد الحب التي تم إرسالها إليها ويوضح ذلك أن عادة إرسال بطاقات عيد الحب كانت موجودة في إنجلترا قبل أن تصبح شائعة في أمريكا الشمالية.وتتضح عادة تبادل بطاقات عيد الحب في إنجلترا في القصة القصيرة التي كتبتها اليزابيث جاسكل تحت عنوانMr. Harrison’s Confessions والتي تم نشرها في عام ١٨٥١ م ومنذ عام ٢٠٠١ م قامت الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة بتخصيص جائزة سنوية تحمل اسم (جائزة استر هاولاند ) لأفضل تصميم لبطاقات المعايدة ) وتُقَدّر الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة في الولايات المتحدة الأمريكية أن عدد بطاقات عيد الحب التي يتم تداولها في كل أرجاء العالم سنويا يبلغ حوالي مليار بطاقة الأمر الذي يجعل هذا اليوم يأتي في المرتبة الثانية بعدعيد الميلاد من حيث كثرة عدد بطاقات المعايدة التي يتم تداولها فيه وتشير تقديرات الرابطة إلى أنه في الولايات المتحدة الأمريكية ينفق الرجال في المتوسط ضعف ما تنفقه النساء تقريبا على شراء بطاقات عيد الحب ومنذ القرن التاسع عشر تراجعت الرسائل الموجزة المكتوبة بخط اليد إلى درجة كبيرة لتحل محلها بطاقات المعايدة التي يتم إنتاجها بأعداد كبيرة وهكذا كانت تجارة إنتاج بطاقات عيد الحب في منتصف القرن التاسع عشر مؤشرا لما حدث بعد ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية من تحويل فكرة عيد الحب إلى سلع تجارية يمكن التربح من ورائها أما في النصف الثاني من القرن العشرين فقد امتدت عادة تبادل بطاقات المعايدة في الولايات المتحدة