بقلم الشيخ / عماد البية
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا و من. سيئات أعمالنا من يهدي أن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم وإن أساءوا فبئس ما صنعوا تعالى ربنا سبحانك وحاشاه إن يخيب راجيه وينسى من لا ينساه أخذ موسى من أمه طفلا ورعاه وساقه إلى حجر عدوه فرباه وجاد عليه بنعم لا تحصى وأعطاه فمشي في البحر وما ابتلت قدماه وتبعه العدو فأدركه الغرق ووراه فقال أمنت فإذا بجبريل يسد فاه وكان من غاية شرفه ومنتهاه إنه خرج يطلب نارا فناداه فقال يا موسى إنني أنا الله…. وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا يوم القيامة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه رسول الثقلين وإمام الحرمين وصاحب القبلتين وصاحب الرحلتين وحبيب رب المشرقين والمغربين وجد الحسنين سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه القائل في حديثه إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين فصلات وسلاما عليك سيدي يا رسول الله عليك وعلى آلك وأصحابك الأخيار من المهاجرين والأنصار وارض اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أما بعد فيا إخوة الإيمان والإسلام إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فاستمع معي إلى الواحد القهار وهو يقول في سورة القصص… فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا الآية 25 حياء في المشية وحياء في الكلمة وخلاصة ما جاء في تفسير تلك الآيات القرآنية إن سيدنا موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين أي بلغها وهي قبيلة من ولد مدين بن إبراهيم ووجد أمة من الناس أي جمعا كثيرا منهم يسقون ماشيتهم ووجد من دونهم أمرأتين تمنعان غنمهما عن الماء اي عن البئر خوفا من السقاه الأقوياء فسإلهما سيدنا موسى ما خطبكما أي ما شأنكما قالت لا نسقي حتى يصدر الرعاء جمع راع أن يرجعون عن سقيهم خوف الزحام وأخبرتاه كذلك بأن أبوهما شيخ كبير لا يستطيع لضعفه أن يباشر أمر غنمه وأنهما أيضا لا تقدران على مزاحمة الأقوياء فسقى لهما من بئر أخرى كانت مغطاه بحجر رفعه سيدنا موسى وكان لا يرفعه إلا سبعه وقيل 10 وقيل 30 وقيل أربعون ثم تولى إلى الظل ذهب إلى ظل شجرة صغيرة كان لها ثمار يأكل الناس منه وكان جائعا لم يذق الطعام منذ سبعة أيام حتى لصقت بطنه بظهره وقال بن عباس رضي الله عنهما وقد أخضر لونه من الجوع وأنه لأكرم خلق الله على الله…. فجاءته إحداهما تمشي على استحياء وكان هذا بعد أن ذهبتا إلى أبيهما مسرعتين فحدثتاه بما كان من أمر الرجل القوي الذي سقى لهما.. فأمر الرجل الكبرى من ابنتيه وقيل الصغرى إن تدعوه له فجاءته كما تشير الآية ساترة لوجهها بكم ذراعها حياء.منه ثم قالت له إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءته بتلك الرساله قام يتبعها وكان بين سيدنا موسى وأبيها أميال فهبت ريح ضمت قميصها فوصفت عجيزتها أي مقعدتها فتحرج سيدنا موسى من النظر إليها فقال أرجعي وارشيديني إلى الطريق بصوتك وقيل إن سيدنا موسى ابتدأ كوني ورائي فأني رجل عبراني لا أنظر إلى أدبار النساء ودليني على الطريق يمينا ويسارا وذلك هو سبب وصفها له بالأمانة وعندما وصل سيدنا موسى إلى داعيه وهو سيدنا شعيب قص عليه أمره من أوله إلى آخره فأنسه بقوله نجوت من القوم الظالمين وكانت مدين خارج مملكه فرعون ثم قرب إليه طعام فقال له سيدنا موسى لا أكل أنا أهل بيت لا نبيع ديننا بملء الأرض ذهبا فقال له سيدنا شعيب ليس هذا عوض على السقي ولكن عادتي وعادة أبائي إكرام الضيف فحينئذأكل سيدنا موسى إلى أخر هذه القصه التي أنتهت بزواج سيدنا موسى من إحدى الفتاتين والذي يعنينا من تلك القصه هو حياء تلك الفتاه التي تربت في بيت من بيوت النبوة فالحياء دائما لا يأتي إلا بخير كما قال الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه ولذلك يأمرنا الله سبحانه وتعالى بالحياء الكامل وأن نكون من أهله فقد قال الحبيب محمد استحيوا من الله حق الحياء فقال أصحابه يا نبي الله إنا لنستحي والحمد لله وكأنهم أرادوا بهذا الأستفسار أن يطمئنوا أنفسهم إذا كانوا من أهل الحياء أم لا وأن يعرفوا ثانيا من خلال ذلك ما هو الحياء الحق فيقول لهم الحبيب محمد مبينا لهم حقيقه الحياء ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى وتذكر الموت والبلا ومن أراد الآخره ترك زينه الحياة الدنيا وآثر الآخرة على الأولى فمن فعل ذلك فقد استحى من الله حق الحياء.. حفظ الرأس وما وعى أي حفظ الرأس وما اشتملت عليه من سمع وبصر ولسان وذلك بكفهما عن الشر واستعمالهما في الخير فيقول الله سبحانه وتعالى إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا فيقول القرطبي أي سوف يسال كل واحد عم اكتسب فالفؤاد يسال عما افتكر فيه واعتقده والسمع والبصر عما رأى وسمع وتشهد هذه الأعضاء فيقول حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون الآية 20 فصلت وصدق الحبيب محمد وهو القائل كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإنسان العاقل هو الذي يرعى جوارحه فلا يستعملها إلا فيما يرضي الله عز وجل فالسمع فلا تسمع إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى فرب العزة يقول في مدح المؤمنين المعرضين عن الله وإذا سمعوا اللغوى أعرضوا عنه ويقول سبحانه والذين هم عن اللغو معرضون ويقول الحبيب محمد في الحديث الذي رواه أبو الدرداء رضي الله عنه من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة البصر قال تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم وكل المؤمنات يغضضن من أبصارهن لأن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس فمن غض بصره عن محاسن إمرأة أو رفى الله قلبه حلاوة يجدها إلى يوم أن يلقاه وما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء وفي رواية مسلم من حديث ابي سعيد الخضري اتقوا الدنيا واتقوا النساء بدل أن تنظر إلى النساء فانظر إلى أشياء أخرى فقد قال الله سبحانه وتعالى فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فلينظر الإنسان مما خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وحتى تكون من أولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار إخوة الإيمان والإسلام أوصيكم ونفسى والله البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان ولا يموت اعمل ما شئت فكما تدين تدان أو كما قال التائب من الذنب حبيب الرحمن ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة
الخطبة الثانية الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب الطول لا إله إلا هو إليه المصير وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل عليه وعلى أصحابه صلاة دائمة ما دامت السموات والأرض ثم أما بعد في يا إخوة الإيمان والإسلام حفظ الفؤاد وهو حفظ القلب حياء من الله من أمراض القلوب مثل الغضب فعندما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يساله مرني بعمل قال له لا تغضب وفي الحديث المتفق عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة ليس القوي بالصرعه وهو الذي يصرع أخاه ولكن القوي الذي يملك نفسه عند الغضب ولذلك يقول الحبيب محمد إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفئ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضا وقال صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا الكبر من مرض القلوب ولذلك يقول الحق سبحانه ساصرف عن أياتى الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وقال الحبيب محمد لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان فالحسد هو الذي جعل هابيل أن يقتل قابيل والكبر هو الذي أخرج إبليس من رحمه الله ولذلك قال بن سيرين عليه رحمه الله ما حسد أحد على شيء من أمر الدنيا لأنه إن كان من أهل الجنة فكيف أحسده على الدنيا وهي حقيرة في الجنة وإن كان من أهل النار فكيف أحسده على أمر الدنيا وهو يصير إى النار رواه بن عمر وأما الحسد المحمود لا يكون إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل أعطاه الله علما فهو يعمل به ويعلمه للناس متفق عليه وأوصى سيدنا علي كرم الله وجهه ابنه الحسن فقال له استحي من ثلاث استحي من الله أن يراك مقيم على ما يكره واستحي من الحفظة الكرام الكاتبين واستحي من صالح المؤمنين ويقول سيدنا علي مالى بن آدم والكبر أوله نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة وهو ما بين ذلك وذاك يحمل العذرة مالي بن آدم والكبر تقتله شرقة وتنتنة عرقة وتؤلمه دقة لأن الحبيب محمد يدعون إلى الحياء الكامل ندعوالله سبحانه وتعالى أن نكون من أهل الحياء اللهم ارحم المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع مجيب الدعوات يا رب العالمين اللهم اجعل في شبابنا عفة يوسف واجعل في بناتنا طهارة مريم وارزقنا وارزق نساءنا وأولادنا الحياء واجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله وأقم الصلاة إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا