بقلم / عاشور كرم
إن نعم الله علينا كثيره لا تعد ولا تحصى ولكننا قد نغفل عن ذلك فالله سبحانه وتعالى: خصنا بهذه النعم وقد حرم كثيرا منها لحكمه يعلمها هو سبحانه وتعالى : لذا علينا أن نتذكر بعض هذه النعم حتى نستشعر رحمه الله عز وجل بنا وأن فضله علينا كبير
فيجب علينا أن نحمد الله عز وجل على هذه النعم ،
فنعم الله علينا كثيرة ومتنوعة وهي ظاهرة وباطنة ومجملة ومفصلة وذلك لقول أبو الدرداء رضي الله عنه ( من لم يرى نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قل علمه )
ونعم الله ليس لها حصر فقال تعالى: (( وإن تعدوا نعمه الله لا تحصوها ) وإن حاولنا عدها فلن نقدر على إحصاء عددها
وعندما شكى رجل ضيق حاله لأحد الحكماء فقال : له الحكيم أتبيع بصرك بمائة ألف قال لا قال الحكيم أتبيع سمعك بمائة ألف قال: لا قال: الحكيم فأنت أغني بما لا يباع بثمن )
فالنوم إبتلاء وامتحان كلها حتى ما كان ظاهره الجزاء والإكرام فهو في الحقيقة إبتلاء فيقول الله تعالى ؛((فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن))
فلو كانت النعم إكراما لا كان الرسل اغنى الناس وأكثرهم أموالا ولما كان للكفار شيء من الدنيا إطلاقا ،
إن الشكر العملي على نعم الله علينا يختلف من نعمة إلى أخرى فمن رزقه الله الهداية ، دعا الناس إليها ومن رزقه الله رجاحة العقل تعلم وعلم واستخدمه في حل المشكلات خاصه و عامة ومن أتاه الله مالا سخره في الإنفاق في سبيل الله سرا وعلانية وحافظ عليه فلم يسرف فيه ولم يقتر على نفسه وأولاده ولم يضع ماله مع من يتلفه بسوء استخدام ومن أتاه الله ولدا أحسن تربيته فهذا هو الشكر العملي لله عز وجل ،
وأن نستخدم هذه النعم جميعا في طاعة الله لا في معصيته عز وجل والله سبحانه وتعالى يقول :(( اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور )) فإننا نتقلب بين نعم الله الظاهرة والباطنة فقال تعالى:(( ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة))
فالسموات وما بها من نجوم تضيء ليلا وشمس تنير نهارا وما يخلق فيها من سحاب والأمطار والثلوج جعله إياها لهم سقفا محفوظا وما خلق لهم في الأرض من قرار وأنهار وأشجار وزروع وثمار وأسبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة من إرسال الرسل وإنزال الكتب فيجب علينا شكره،
وأخيرا اختتم حديثي بأن
قواعد التعامل مع نعم الله تعالى هو امتنان لله علينا فمن أعظم النعم التي هدانا الله عز وجل بها هي نعمه التوحيد في قوله تعالى:(( يا أيها الناس أذكروا نعمه الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا اله إلا هو فأنا تؤفكون ))