الدكروري يكتب عن عليكم بالقرآن فهو صلاح القلوب


بقلم / محمـــد الدكــروري

ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وإن تعجب فأعجب من أبى جهل وأبي سفيان، وغيرهم من صناديد قريش كانوا يتسللون في ظلمة الليل إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم ليسمعوه وهو يرتل القرآن ترتيلا ولهذا فإنهم عند ما تأكدوا أن لسماع القرآن تأثيرا كبيرا على النفوس قالوا للناس، كما جاء فى سورة فصلت ” وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون” فمن أراد أن يزيد من إيمانه ويقوى يقينه ويشد أزره ويرسي قدمه فعليه أن يتجه بكل مشاعره وأحاسيسه إلى كتاب ربه وأن يقبل بقلبه وقالبه على تلاوته وتدبره ليرتوى من معينه المعين، فإنه كتاب مبارك مبين، ومن أراد أن يثبت في هذا الزمن الأسود على دينه من أراد أن يجد للعبادة حلاوتها وللطاعة لذتها.

فعليه بالقرآن فإن فيه صلاح القلوب وراحة النفوس ولذة العبادة وحلاوة الطاعة، فالقرآن هو كلام الله ووحيه فهو أفضل كتاب أنزل على خير رسول أرسل صلى الله عليه وسلم لم ينزل لنقرأه باللسان دون فهم وبيان، ولم ينزل لنعلقه على مداخل البيوت والجدران ولم ينزل لنجعل منه حروزا تعلق على رقاب الأطفال والصبيان ولم ينزل لتفتتح به برامج القنوات والإذاعات ولم ينزل ليقرأ على الموتى في العزاء والمناحات وإنما هو كما قال تعالى فى سورة ص ” كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب” فالسعيد من صرف همته إليه ووقف فكره وعزمه عليه والموفق من وفقه الله لتدبره واصطفاه لتذكره فإنه حياة القلوب، فاقرءوه بتدبر وتفهم وإذا مررتم بآية رحمة فاسألوا الله من فضله.

وإذا مررتم بآية وعيد فتعوذوا بالله من أليم عذابه وعقابه وإذا مررتم بآية سجدة فاسجدوا ولا تنسوا حديث النبى صلى الله عليه وسلم”من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول “ألم ” حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف” فكم من الحروف في الورقة الواحدة، فلا نحرم أنفسنا من تلاوة القرآن وتدبر آياته وتذوق معانيه ولا نقتصر على قراءة القرآن فى يوم الجمعة فقط أو فى رمضان فقط فإن الله أنزل القرآن لعباده هاديا لهم يهديهم إلى الحق ودليلا لهم يدلهم إلى الصواب فبه يهتدون وبه يستشفون ولأوامره يتبعون ولنواهيه يجتنبون ولقصصه يعتبرون ولعبره ومواعظه يتعظون وكل هذا نحتاجه في رمضان وفى غير رمضان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.