بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن العبد إذا صدق الله تعالي، رضي الله عز وجل بعمله وحاله ويقينه لأنه قد رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، فرضي الله به عبدا، ورضي بأقواله وأعماله القائمة على الإخلاص والمتابعة، وفي الصدق طمأنينة، ومنجاة في الدنيا والآخرة، فتحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهلكة، فإن فيه النجاة، فعليكم بالصدق في كل مجالات الحياة، واعلموا أن للصدق مآثر رفيعة ومناقب جليلة، وأجورا عظيمة، وأن من ضرورات الحياة الاجتماعية، ومقوماتها الأصلية التي تقوم عليها شيوع التفاهم والتآزر بين عناصر المجتمع وأفراده، ليستطيعوا بذلك النهوض بأعباء الحياة، وتحقيق غاياتها وأهدافها، وإن التحديات القائمة على الشعوب المسلمة كثيرة وكبيرة، وإن أضرار الشبكة العنكبوتية وهى الإنرتنت كبيرة على من يستعملها استعمالا خاطئا، ويجب التوجيه إلى الحذر منها وخطرها على الأهل والذرية.
ومن تلك الأضرار، هو ضياع الأوقات فإذا نظر المسلم من يجلس أمام شاشات الإنترنت علم طول الوقت الذي يخسره من عمره في غير منفعة، بل ربما يعود ذلك عليه بالضرر الحسي والمعنوي، وأيضا من الأضرار هو التعرف على صحبة السوء وهذا مشاهد في كثير من الأحيان، فالداخل إلى تلك الشبكة يبحث عن المتعة واللذة المحرمة، فيصاحب من يكون على شاكلته، والغالب أنهم من أصحاب الهوى والشهوات الذين ليس لهم هم سوى الدخول في بحر الحب والغرام، والبحث عن الأفلام الهابطة والصور الخليعة، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول “مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة “متفق عليه، وإن من الأضرار أيضا هو نشر الكفر والإلحاد وزعزعة العقائد.
والتشكيك فيها عن طريق بث الشكوك والشبهات حول دين الله تعالى، وكتابه الكريم، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتدمير الأخلاق ونشر الرذائل عن طريق نشر الأفلام المخلة الهابطة، والصور الخليعة الماجنة، وفتح المجال في الدخول إلى غرف الشاشات والدردشة، والغرق في أوحال الدعارة والفساد، والتجسس على الأسرار الشخصية، مما أثر ذلك في انتهاك حرمات المسلمين، ووقوع الكثير من الفتيات في شباك أصحاب القلوب المريضة، الذين استغلوا ضعفهن في ابتزازهن، وانتهاك أعراضهن، مما أودى بكثير من البيوت إلى الانهيار والخراب، وأيضا التقليد الأعمى للغرب وهذا واقع حال كثير من المسلمين بتأثرهم بعاداتهم وتقاليدهم وأعيادهم، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال ” لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم” قيل يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن؟ ” متفق عليه.
وأيضا من الأضرار هو إهمال جانب الصلاة وضعف الاهتمام بها وهذا مشاهد فيمن يجلس الساعات الطوال يتقلب بين صفحات الإنترنت ومواقعه، فربما تضيع عليه الصلاة والصلاتان، وربما يؤخر الصلاة أو يتركها بالكلية، وكذلك الوقوع في براثن أهل الفكر الضال والتأثر بهم عن طريق تلك المواقع التي تبث الفتن، وتوقع العداوة، وتنمي الأفكار الضالة المنحرفة عن منهج الله عز وجل، وإن هناك من يجلس الساعات الطوال يتقلب بين صفحات الإنترنت ومواقعه، فربما تضيع عليه الصلاة والصلاتان، وربما يؤخر الصلاة أو يتركها بالكلية، وكذلك الوقوع في براثن أهل الفكر الضال والتأثر بهم عن طريق تلك المواقع التي تبث الفتن، وتوقع العداوة، وتنمي الأفكار الضالة المنحرفة عن منهج الله عز وجل، ويتم التعرف فيها على أساليب الإرهاب والتخريب، والتأثر بهذا الفكر المنحرف، وإشاعة الخمول والكسل واللامبالاة.
وهذا ما يريده أعداء الإسلام، لكي لا يكون للمسلمين قوة ومكانة بين بلاد العالم، فكلما تملك الخمول والكسل واللامبالاة من الشاب أو الفتاة المسلمة كلما كان ذلك أدعى ألا يستفاد منهما في شيء، بل ربما يكونان عالة على مجتمعهما ووطنهما، مما يؤدي ذلك إلى ضعف البنية الاقتصادية، والاجتماعية وانتشار البطالة وكثرة الجرائم والإصابة بالإمراض النفسية، وأيضا إضعاف مستوى التعليم وذلك بإشغال الشباب والفتيات بأبواب كثيرة من الباطل وصرفهم عن العلوم النافعة التي تعود عليهم وعلى بلادهم بالخير والنماء، وحرى بمن كان له قلب وعقل وإيمان أن يحسن التعامل مع شبكة الإنترنت العنكبوتية وألا يُفرط بالثقة في نفسه فيوقعها في الفتنة ثم يصعب عليه الخلاص منها، ولو نظر المسلم للعواقب التي تصيب بعض المسلمين من جراء جلوسهم أمام شاشات الإنترنت لحرص أشد الحرص على تجنب الجلوس ساعات طويلة دون فائدة.
أو خير يرتجى، وعلى المسلم أيضا ألا ينساق وراء وساوس الشيطان، وخطواته لأنه كلما بعُد المسلم عن طاعة ربه، ووقع في معصيته سوّل له الشيطان المزيد من الشر والباطل، فأورده المهالك وأخذ بيده إلى طريق الضلال، ومما يعين المسلم على النجاة من فتنة شاشات الإنترنت أن ينظر في العواقب، وأن يجاهد نفسه ويلجمها بلجام التقوى، وأن يعلم أن جلوسه أمام تلك الشاشات يعرضه للفساد المادي والمعنوي، ولو نظر إلى غيره ممن تأثر بتلك الشاشات لعلم علم اليقين مدى أثرها على حياتهم المادية والنفسية، وكم من طالب فشل، وكم من موظف طرد من عمله، وكم من زوج طلق زوجته، وكم من فتاة وقعت في الفتنة، وكم من بيت خرب، وكم من صالح ضل، وكم من شاب تأثر بالفكر الضال، وهكذا دواليك مما يجعل المسلم حريصا على نفسه من الوقوع فيما وقع فيه غيره، ومما يكون عونا للمسلم على الاستفادة من الإنترنت.
دون التأثر بما فيه تخصيص وقت معين للجلوس أمامه مع تحديد الهدف من ذلك، أما إذا استرسل مع صفحات تلك الشاشات وانتقل من موقع إلى آخر دون هدف أو غاية ضاع وقته وقلت إفادته، ومن ذلك أيضا تجنب المؤثرات فالنفس مائلة لكل جديد، وحريصة على كل مخالفة للشرع، فيبتعد عن كل موقع تعرض فيه مخالفات شرعية، وعن كل منتدى يثار فيه الكلام الفاحش البذيء، وينأى بنفسه عن الصور الفاضحة، واللقطات المثيرة، فإذا نأى بنفسه عن ذلك حفظ إيمانه ونفسه من كل شر، ومن ذلك أيضا هو غض البصر، فكل صورة تعرض على الإنسان ولو بدون قصد يتأثر بها، وتكون موجودة في مخيلته، وخاصة تلك الصور الفاضحة لنساء كاسيات عاريات، وتلك الأفلام الهابطة التي تعرض الجنس بكل صوره، فإذا تذكر المسلم قول الله عز وجل فى سورة النور” قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أذكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن”
وطبق ذلك أرضى ربه وارتاحت نفسه، وشعر بنور الإيمان يشع من قلبه، ومن ذلك أيضا هو التثبت مما يعرض عليه، فالمؤمن يكون حريصا حال تعامله مع الإنترنت أن يتثبت مما يعرض عليه، فغالب ما يوقع الشباب والفتيات في الشر والباطل والوقوع في براثن الفكر المنحرف هو عدم التثبت ممن يتعامل معهم أو مما يُعرض عليه من تلك المواقع والمنتديات فيكون فريسة سهلة لهم، ومن ذلك أيضا هو أن يكون التعامل مع الإنترنت في مكان عام، بحيث يكون هناك وقاية للشباب والفتيات من استماع أو رؤية ما لا يحل، فالغالب على الشباب والفتيات حب الاستطلاع، ورؤية مالا ينبغي، فإذا حرص ولي الأمر على وضع هذا الجهاز في مكان عام يراه الداخل والخارج ساعد ذلك في عدم الوقوع فيما لا يرضي الله تعالى.